كريم الوائلي
لا يشوب رواحه الرهبة بقدر ما تخالطها الالفة والحميمية بين امة الفت ابنها وفتى آلف بيوتات اهله الذين عرفوا محط ومنبع الابن البار بالطريقة نفسها التي عرفوا بها الوطن ومنائره ونخيله وترابه وهو السانح على ارض تسلحت بمآثر اباءه واجداده وتزينت بمواقعهم ووقائعهم والجماعة الصالحة التي عاضدتهم وجاهدت معهم ، والذي اعتاد معرفته العراقي ان الفتى الذي يجول في بلاده هو ليس نجما تلفزيونيا او سينمائيا او رياضيا وليس صولا قبلييا ولا قائدا عسكريا وثب على الرئاسة وتمنطق بأوسمتها الممنوحة من غير انتصار او مآثر والموروثة من سلف رحل مطرودا مهانا ، بل ، هو فتى سليل الرموز الاصلاحية الثائرة والمغييره التي عرفها شعب العراق وخبرها في المنعطفات والمحن وهو الفتى الذي لا يقال له من انت ، ومن اين اتيت والى اين ماض ، فهو الفتى الذي يؤوب الى مضارب اهله اينما حل وحيثما ارتحل في مشارق البلاد ومغاربها ، والتراب العراقي مبصوم بآثار آباءه ، ودروب الوطن ادمت اقدامهم وفضاءاته الفت اعلامهم وراياتهم وايام العراق لونتها دمائهم وسماءه زينتها نجومهم. والماسك بسلسلة الدول العراقية يجد آباءه شهود على المآسي ودعائم للاسس التي قامت عليها محاولات بناء الدولة المنشودة التي يروم خيوطها ابناء العراق وصولا للعدالة والحرية . وما من واقعة عراقية او منحنى زماني إلا ولهم فيه ركيزة وما من حدباء محمولة الى العلى إلا ولهم فيها من سجى شهيدا وودع مظلوما .فمن ذاك الذي يحق له ان ينظر شزرا لجولاته وهو يطرق دروب بلاده ، ومن الذي يلكز خلسة على الراعي وهو يستطلع رعيته ويحتج على العائل الذي يتملى عياله . والذين يعتقدون ان الريادة الوطنية تعني منصبا حكوميا فقد طاش سهمهم وخابت كنانتهم فما كان لآل الحكيم يوما منصبا حكوميا يجبز لهم المرور الى وطنهم وشعبهم .
https://telegram.me/buratha