سعد البصري
اعتقد إن على لجنة النزاهة في البرلمان وهيئة النزاهة أن تعيدان ترتيب أوراقهما من جديد وتحاولان أن تضعا يدهما على الألم الحقيقي اذ من غير المعقول أن يستمر صيد الفاسدين من الصغار وترك التماسيح الكبيرة حرة ومن دون حساب ..؟ فما يجري ألان عندما نسمع في وسائل الإعلام عن ضبط بعض الحالات من الفساد المالي والإداري لبعض الموظفين من الصغار في بعض الدوائر الحكومية لا يمثل بطبيعة الحال الحل الحقيقي للمشكلة بل ربما يعطي فرصة اكبر للكبار حتى يتوسعوا في نشاطاتهم كونهم بعيدون عن الشبهة والمسائلة وطائلة العقاب التي لا تطال إلا الصغار ، وعلى هيئة النزاهة الموقرة أن تضع حدا لمثل تلك الحالات واضن بان الحل يكمن في اختيار الأشخاص المناسبين . فعدم وضع الشخص المناسب في المكان المناسب يعتبر من الأسباب التي تؤدي إلى استشراء الفساد ، ومن غير المعقول انك تضع شخصا لا يمتلك مؤهلات لعمل معين وتقحمه فيه فقط لكونه ينتمي إلى الحزب الفلاني أو الكتلة الفلانية أو انه من خواص الوزير أو من أقرباء مسؤول كبير في الحكومة وتضعه في مكان لا يعلم منه شيئا ثم توفر له الإمكانات والمميزات والصلاحيات وتتركه هكذا بلا رقيب كونه يمثل خط احمر . وهذا هو عين الخطأ ، فمثل ذلك الشخص سوف لن يعرف شيئا عن إدارة المسؤولية التي انيطت به وسيعطي المجال للكثير في ممارسة جرائمهم ومزاولة نشاطهم بشكل طبيعي ودون أي رقيب ، فيكون من حيث يشعر أو لا يشعر واحدا من التماسيح التي لا تمتلئ أفواهها إلا بالتراب . وعليه فوضع الشخص الغير مناسب في المكان الغير مناسب هو احد العوامل المهمة في زيادة نسبة الفساد المالي والإداري .
https://telegram.me/buratha