علي الدراجي
الشعب العراقي من الشعوب المستهدفة التي وضعت تحت الاضواء فاذا اردنا ان نقراء تاريخه سنجده عبارة عن ساحة للصراع المستمر وغير المنقطع فنراه مرة يخضع لحاكم ظالم ومستبد يتحكم بشعبه ومقدراته وتارة اخرى يسيطر عليه الاجنبي المستعمر واخرى يكون ساحة للصراع الفكري والسياسي والديني والمذهبي والقومي ومع كل هذه الصراعات يعيش حالة معاناة تنهكه وتضعف قواه ويعود مرة اخرى ليتعافى وينهض ليبدأ بمواجهة وتحدي من جديد , ان ما يمتلكه العراق من موقع وموارد ونعم انعم الله بها علية جعله هدفا لكل طامع ومستعمر مضافا الى شعبه الذي يعتبر من افضل شعوب العالم ان لم يكن فافضل شعوب المنطقة على حد تعبير المرجع الديني الكبير آية الله الشيخ بشير النجفي كما ان له مكان الريادة في قيادة الامة وفي نفس الوقت التأثير على شعوب المنطقة وايضا الاعتقاد الذي يؤمن به المعتقدون والمنكرون ان تغيير العالم يبدأ من هنا من ارض الانبياء والرسل والاولياء ومثلما بدأت اولى الحضارات الانسانية هنا ولهذا فان التحديات لم ولن تتوقف ضده والهدف بقائه ضعيفا منهارا يسوده الفاقة والعوز .ولنتذكر التاريخ غير البعيد وبعد سقوط النظام السابق وبالتحديد المواجهة التي عاشها فترة تفجير الاماميين العسكريين عليهما السلام في سامراء فكيف انشق الشعب العراقي جراء الفتنة الطائفية التي عصفت بالبلاد والتخوف من عودة هذه الحالة في الفترات القادمة وربما بوجه مختلف ولكن تحمل نفس الهدف والعنوان الرئيسي وهو الشتات ومجريات الساحة السياسية وحسبما يتنبأ بها المحللون والواقع السياسي الذي يعيشه العراق اضافة الى اداء حكومي ضعيف لايلبي الطموح والظواهر السلبية التي تسود مؤسساته يمكن ان يصل الى نقطة الافتراق التي لايرغب في ان تكون هي السائدة ولا ننسى اهم نقطة يمكن ان تثير وتدعم الخلافات بين ابناء الشعب الواحد وهي خروج القوات العسكرية الامريكية وتحديدها بعدد معين وهذه الحالة لايمكن ان تتوافق مع الرؤيا الجديدة للامريكان خصوصا وان المنطقة تعيش حالة من الارباك والشحن الجماهيري الذي يطالب بالتغيير والتخوف من امتداد الخطر الايراني الذي يهدد المصالح الامريكية في المنطقة في ظل كل هذه التصورات امريكا تريد ان تعزز وجودها في المنطقة لا ان تضعف قواها بخروجها من اهم قاعدة في المنطقة وهو العراق والامارات والاشارات واضحة وجلية للمتمعن فتهيئة حالة الخلافات بين ابناء الشعب العراقي مخطط مرسوم ونرى بوادره من خلال الشد والتصعيد الاعلامي لبعض الكيانات السياسية وكل هذا لابد من انه يؤثر على المواطن العراقي ولكن السؤال المطروح هل ينساق ابناء شعبنا لهذه الحالة تحت الضغوط ليعمق الخلاف ؟ ام يواجه هذا التحدي بروح الاخوة ؟ هل الحل يكمن بيد المكونات السياسية والمرجعيات الاخرى ؟ هل الشعب يستعد الان للمواجهة ام ينتظر مصيره والاستسلام لما ستؤل اليه الاوضاع ؟ وتساؤلات كثيرة تحتاج الى اجابات والى اتخاذ مواقف حاسمة ومخيلة تصف المستقبل وتأثر على الحاضر ... نحن لانتشأم ولكن لايمنع من نمد ابصارنا ابعد من مكان وجودنا .
https://telegram.me/buratha