المقالات

الفساد والامن الغذائي

1098 12:13:00 2011-04-27

جواد العطار

الحديث عن الفساد المالي والإداري والصفقات الفاسدة والمشبوهة باتت تشغل اهتمام الشارع العراقي هذه الأيام، خاصة بعد أن أعلنت لجنة النزاهة في البرلمان عن عدد غير قليل من هذه الملفات، كاشفة عن تورط مسؤولين كبار بدرجة وزير ووكيل وزير ومستشارين ومقربين من رئاسة الوزراء ضمن القائمة المقرر إخضاعها للتحقيق والمساءلة. فقد اعلنت هيئة النزاهة على لسان رئيسها القاضي رحيم العكيلي عن اجراء تحقيق مع أربعة وزراء؛ لم يسمهم؛ على خلفية تورط وزاراتهم بملفات فساد، وفي نفس الإتجاه صوت البرلمان على الغاء حماية رئيس الوزراء والوزير ومساءلتهم من قبل هيئة النزاهة والذي كان معمول به سابقا، وفق المادة 136/ب .الملفت للنظر أن القضايا المثارة في هذه الملفات وبينها قضية الزيوت الفاسدة والحليب منتهي الصلاحية والشاي المخلوط بنشارة الخشب، ولعب الأطفال الموردة بدلا عن رؤوس توليد الكهرباء لا تشكل تجاوزا على القانون وتطاولا على المال العام فقط، بقدر ما تمثله من استهانة بمصالح الناس واستخفافا بحاجتهم إلى الغذاء والدواء وإلى الكهرباء وسائر الخدمات الأخرى . بمعنى آخر إن ما يجري تخصيصه من أموال ينبغي أن يسهم بالدرجة الاولى في توفير الامن الغذائي للمواطن ، غير إن ما جرى توريده من غذاء كشف عدم صلاحيته للاستخدام البشري اصلا بمعنى أن ذلك الفساد يلتقي اليوم في خندق واحد مع الإرهاب باستهدافه للمواطن بأمنه الغذائي تارة وبامنه الشخصي وسلامته العامة تارة اخرى .المسألة اذن لم تعد مجرد فساد مالي، وإنما فساد مركب يستهداف الأمن الغذائي والبيئة وسلامة الإنسان والمجتمع برمته ، وعندما تكون وزارتا التجارة والكهرباء متهمتين، وتظهر على قوائم الإتهام أسماء لمسؤولين كبار في الحكومة، فهذا يعني شمولها، أي الحكومة، بذات الإتهام، ولا ينبغي إبعادها بأي حل من الأحوال عن دائرة المسآلة والمسؤولية .ان الحكومة مطالبة ، اكثر من اي وقت مضى ، بالتوضيح والإعلان عن موقفها والإفصاح عن رأيها حيال ما يحصل في الزوايا المظلمة وخلف الكواليس، لكن الذي يبعث على الغرابة أن الحكومة رغم اللغط الكثير وارتفاع منسوب الإشاعات والروايات لزمت جانب الصمت، ولم تخرق جداره رغم كل الاقاويل والمناشدات والمطالبات . وبالتالي لم تكتف بعدم توضيح الحقائق بل أثارت بصمتها حفيظة الآخرين ودللت على لا أبالية تضع إزائها الكثير من علامات الاستفهام، ولعل ذلك ما يفسر حالة الغضب والغليان الذين يسيطران على الشارع، ما تسبب بفقدان الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة والقائمين عليها .أن ما ينتظره الشعب هو أن لا تكون الإثارات والملفات أجندة تستخدم من قبل الفرقاء لتصفية حسابات سياسية، وأن لا تكون وسيلة لإستقواء طرف على طرف، أو لتعزيز الفرص المتاحة للوصول الى السلطة، وتكرار ذات الدورة على حساب المال العام وحياة الناس . وحتى نخرج من هذه الدوامة ينبغي :1. التعاون الجاد والبناء بين لجنة النزاهة في البرلمان وهيئة النزاهة والقضاء . 2. كشف حقائق الفساد من قبل الحكومة ، وليس غيرها ، دون تأخير او تمييع .3. التعريف بالمفسدين والمتسترين عليهم ومحاسبتهم ، ايما كانت مناصبهم ، محاسبة صارمة تكون سببا في ايقاف هذا المسلسل التدميري . وإذا لم يحصل ذلك، وميعت الحكومة الملفات في لجان تحقيق؛ لا أول لها ولا آخر . عندها؛ تفقد قدرتها على اداء مهامها ومسؤولياتها وهي تقترب من نهاية مدة المائة يوم التي ألزمت نفسها بها . وعندها فقط من حق الشعب سحب الثقة التي منحها اياها عبر صناديق الاقتراع .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك