احمد عبد الرحمن
تحتاج عملية النهوض بالواقع الاقتصادي -كما هو هو الحال مع الخدمي والامني والسياسي-في أي بلد من البلدان الى جملة عناصر ومقومات، قد يكون من بينها -او من ابرزها- تفعيل دور القطاع الخاص والاهتمام بالجانب الاستثماري، ووضع الخطط المناسبة لاستثمار وتوظيف الطاقات والامكانيات والموارد المتاحة والمتوفرة، فضلا عن بناء شبكة علاقات واسعة مع المحيط الاقليمي والمجتمع الدولي تتيح تبادات الخبرات والتجارب.ومعروف ان الدول التي تخرج من الحروب والصراعات، او تلك التي تشهد تحولات ومتغيرات سياسية كبرى ، كما حصل مع المانيا واليابان بعد الحرب العالمية الثانية، وكما حصل مع روسيا والمعسكر الاشتراكي بعد انهيار وتفكك الاتحاد السوفياتي السابق، تكون امام استحقاقات ملحة لمراجعات جادة لواقعها الاقتصادي اراتباطا بطبية التحولات والمتغيرات الحاصلة. مراجعات تتضمن تشخيص مواطن الضعف والقصور والخلل، والاخطاء التي شهدتها المراحل السابقة، وكيفية تلافي تلك الاخطاء ومعالجة الضعف وسد القصور والخلل خلال فترات زمنية قصيرة بما من شأنه ان يترك اثاره الايجابية على الواقع الحياتي للمواطنين.وقد نجحت بعض الدول او اغلبها في النهوض والتقدم وتعويض ما فقدته جراء الحروب والكوارث والويلات.وقد لايختلف العراق كثيرا عن الدول الانفة الذكر في الكثير من الجوانب، فهو غادر حقبة مظلمة بعد مخاضات عسيرة، ودخل في مرحلة جدية مختلفة تمام الاختلاف عن سابقتها، وكان ازاء ذلك لابد من اختصار المسافات، واختزال الوقت، وتكريس كل الطاقات والامكانيات لاصلاح الواقع الاقتصادي الذي يمثل عصب الحياة والمدخل لاصلاح الجوانب الاخرى.وللاسف فأنه رغم مرور اكثر من ثمانية اعوام على اسقاط نظام البعث الصدامي المقبور، الا ان الكثير من السياقات والمنهجيات المعرقلة والمعوقة للنهوض والاصلاح مازالت على حالها ، وان كانت قد تغيرت فبمقدار قليل جدا. وهذا بالطبع لاينسجم مع ضرورات ومتطلبات المرحلة الجديدة وحقائق العصر التي تسود في عالم اليوم ، والتي لايمكن بأي حال من الاحوال تجاهلها او التغافل عنها، اذا اريد لهذا البلد ان ينهض من كبوته ويغادر التخلف الذي كبل فيه من قبل النظام البائد.ولعل افكار رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم خلال لقائه جمعا من رجال الاعمال والمستثمرين في محافظة المثنى مؤخرا تستحق التوقف والاهتمام الى حد كبير.
https://telegram.me/buratha