المقالات

بانتظار اللحظة الحلم التي يندحر فيها ارهاب الفساد

1066 13:46:00 2011-04-28

محمد عماد القيسي

الحروب العبثية التي ورط صدام بها العراق والعقوبات الدولي التي فرضها المجتمع الدولي على العراق بعد الغزو الصدامي للكويت كانت من اكبر واهم العوامل التي وفرت المناخات لنمو وتفاقم ظاهرة الفساد ولعل اشهر واكبر قضية فساد في الزمن الصدامي كانت قضية النفط مقابل الغذاء في منتصف التسعينات مع الامم المتحدة والتي تورطت بها دول وشخصيات سياسية كبيرة .كل ذلك الفساد المتعفن والمتراكم القى بظلاله على العراق بعد التاسع من نيسان 2003، وورث عراق الديمقراطية تركة ثقيلة تنوء بحملها دول متعددة . وكان على العراق الجديد الغض ان يواجه هذا الغول الذي ادخره صدام لمثل هذه الايام .لكن السؤال الابرز هنا هل بسقوط صدام انقطع نزيف الجرح ام انه ظل نازفا ؟ وياتي الجواب فضا غليظا ... كلا . وتتعدد التفسيرات والجرح نازف .... فالبعض يرى ان الذين اسهموا ببناء صرح الفساد ايام صدام هم انفسهم اليوم منتشرون في دوائر الدولة ويمارسون ذات الفساد سواء كان ذلك بقصد المنفعة الذاتية ام بقصد تشويه التجربة الديمقراطية برمتها وتأليب الرأي العام المحلي والدولي ضد النظام الجديد . اما البعض الاخر فقد عزا ارتفاع بورصة الفساد اضافة الى وجود ايتام النظام الصدامي الى نشوء طبقة سياسية واجتماعية جديدة زادت الطين بلة ، وعقدت المشهد اكثر . وبين تلك الذئاب المسعورة التي شاخت وبين مجموعة الذئاب الفتية ، تتأرجح المواقف الحكومية لمعالجة الفساد بين الاجراءات الشحيحة تارة والعجز النصفي تارة اخرى . فلم تبرح الحكومة تبشر منذ سنوات بان هذا العام او العام القادم هو عام القضاء على الفساد المالي . لكن لاشيء على ارض الواقع فلا الحكومة طورت اجراءتها للحد من الفساد من جهة ، ولا قدمت للمحاكم العراقية رؤوسا كادت تنفجر من شدة تعاطي الرشا من جهة اخرى .اما المواطن العراقي المغضوب عليه في النظامين الدكتاتوري والديمقراطي فقد مل الوعود وسئم من لعبة جر الحبل فلم يعد يحتمل هذا التأخير، وبين قوة الفساد والمفسدين وبين قلة حيلة الحكومة ووعودها تبقى عيون المواطن العراقي تترقب اللحظة الحلم التي يندحر فيها ارهاب الفساد .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
زيــــــد مغير
2011-04-28
من يتذكر في بداية التسعينات حينما قال وزير التعليم العالي آنذاك السيد منذر الشاوي أمام الطاغية صدام وبعصبية (آني أرفض أن يجلس مدرس أو استاذ جامعي على الرصيف ويبيع الكوكا) حينها أستهزأ صديم بالسيد الوزير ضاحكا ً وقال ( نعم استاذ) وفي اليوم التالي أقيل السيد الوزير من منصبه ..وبعدها أصبح راتب المعلم لا يكفي ل 3 باكيتات سكاير وكانت مكرمة من لدن القيادة بأن يموت التعليم وترى الأطفال يبيعون علاليك بدلا من أن يذهبوا الى المدارس , وتصبح نسبة الأمية 65% بين الرجال و 80% بين النساء (خرة بروحك صدام )
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك