مقال الكاتب والإعلامي قاسم العجرش /
..ومنذ البداية وحتى لا يختلط الأمر على القاريء فأننا نعني بالسلطة :كلا المعنيين : الزلاطة وأسمها باللغة العربية "سلطة" بفتح السين واللام والطاء، ونعني بها أيضا السلطة بضم الميم وسكون اللام وفتح الطاء وهي نظام الحكم...صار واضح مو؟التخلف السياسي المقيت والخوف من السقوط والطرد الحتمي من كرسي الحكم وما يتبعه من فوائد ومصالح متعددة، هو ما يعنيه غياب المعارضة من أجواء العمل السياسي، وهو أمر تنبذه التجارب الديمقراطية الناجحة، والاحزاب السياسية التي لا تؤمن بوجود الصوت المعارض مصابة بمرض شيوع (حس المؤامرة) ، لأنها ترى فيه مصدر خطر يهدد امتيازاتها، وبدلا من رعاية الصوت المعارض كونه يمثل العين الصائبة التي تؤشر مكامن الخلل السياسي والاداري ، فإن مثل هذه الاحزاب التي تنزع الى الاسلوب الفردي في الحكم ،ستعامل هذه العين المراقبة الراصدة المصحِّحة، عينا منافسة و(متآمرة) ـ وهي برأيهم ووفقا لنظرتهم لا تبغي التصحيح والتصويب المخلص، بل هدفها الوصول الى كرسي الحكم ومنافعه وهنا تحديدا تكمن المعضلة التي تعاني منها الشعوب والامم المتخلفة، ويتضح ذلك البون الشاسع بينها وبين الامم المتطورة التي تصنع المعارضة قبل أن تصنع أنظمة حكمها.إن مبدأ صنع المعارضة السياسية ودعمها ورعايتها من صفات وركائز الامم المتطورة، فهي تبحث بصورة مؤسساتية دستورية متواصلة عن كيفية صنع أصوات وعيون معارضة تقف بالمرصاد للنظام السياسي كأفراد أو كمؤسسات وتراقب أنشطتها كافة وتمحّص قرارتها بدقة العارف المصيب وتؤشر الزلل وتطرح رؤى التصحيح ومنافذ الحلول وقد يصل الأمر بالدعوة والعمل على إزاحة النظام السياسي الذي لايمتلك القدرة على تلافي الاخطاء ولا يتحلى بإرادة التصحيح والعزوف عن القرارات التي قد تلحق ضررا جسيما بالبنى الحياتية للشعب.وقد يتساءل البعض لماذا المعارضة ؟!! وهنا نقول إن أهمية المعارضة السياسية يمكن أن تتلخص بطبق "السلطة" أي الزلاطة، فهي لا معنى لها بلا طماطة.. سلام...
https://telegram.me/buratha