كريم محمد السيلاوي
هذه المرة حصل هرج ومرج وكبير في داخل مجلس النواب الموقر، عندما طرح موضوع رواتب الرئاسات الثلاث وكبار المسؤولين بما فيهم اعضاء مجلس النواب للمناقشة ، وبرز الانفعال والغضب بكل وضوح على عدد كبير من اعضاء مجلس الذين لم يستطيعوا ان يتقبلوا فكرة ان رواتبهم وامتيازاتهم يمكن ان تخفض بمقدار معين.والمضحك المبكي ان انه بدلا من الهرج والمرج وبدلا من علامات الغضب والاستياء على الوجوه المشرقة لاعضاء مجلس النواب، كان يسود الهدوء والفرح والارتياح والسرور حينما تطرح امتيازات ومخصصات اضافية للنواب للتصويت عليها، والمثال الاقرب على ذلك تصويت مجلس النواب السابق على منح اعضاءه جوازات سفر دبلوماسية ولعوائلهم جوازات خدمة وقطع اراضي في مناطق راقية من العاصمة بغداد، ومخصصات مالية كبيرة، وقروض خيالية لايحلم بها المواطن العادي ابدا.وجزء كبير من الهرج والمرج والغضب والاستياء والانفعال طفح وطفا على السطح لتلوكه وسائل لاعلام كمادة فيها اثارة كبيرة.وحجة النواب المعترضين على التخفيض هو عدم معرفتهم بالاموال المخفضة، اي ما هو مصيرها والى اين ستذهب.. ويبدو ان السادة النواب يخشون ان تسرق تلك الاموال او يساء استخدامها، وبديلهم عن هذا هو بقائهم لهم، مثل ذلك السارق الذي دخل في عراك مع سارق اخر، واعتقد الناس انه حريص على المال العام، ولكن تأكد لهم خلاف ذلك عندما سمعه يقول ولماذا فلان يأخذ هذا المال، ولماذا لا اخذه انا؟؟.. احدى السيدات في مجلس النواب اقسمت بأغلظ الايمان بأنها لو كانت متأكدة ان اموال تخفيض رواتب المسؤؤولين ستخصص للفقراء والمحتاجين لكانت اول من يخفض راتبها؟.والله لااعرف كيف يمكن للسيدة الفاضلة ان تتأكد من هذا الامر!.اكثر ما يميز القسم الاكبر من اعضاء مجالس النواب هو الانانية وحب الذات الى اقصى الحدود والسعي واللهاث المحموم ليس لاداء الامانة وتقديم الخدمات لمن انتخبوهم، ولكن لتحقيق المزيد والمزيد من المكاسب والامتيازات وليذهب الشعب الى جهنم وبئس المصير، وبعد ثلاثة اعوام -حيث الانتخابات -سيكون لكل حادث حادث، خصوصا وان اسوأ الاحول بالنسبة للسادة النواب هو حصولهم على رواتب تقاعدية بنسبة 80%
https://telegram.me/buratha