المقالات

لماذا يتنفس بعض البرلمانيين برئة النظام البائد؟

867 10:18:00 2011-04-29

كريم النوري

قد يكون من الصحيح اننا غادرنا حقبة ومرحلة صدام الحسين التعسفية والاجرامية وقد يكون من الصحيح ايضاً اننا نعيش قدراً من الحريات والممارسة الديمقراطية والتعبير عن الرأي والعقيدة في بلد مازال لم يتعاف من تراكمات الماضي وتعقيدات الحاضر.ولكن الصحيح ايضاً هو اننا فارقنا وغادرنا النظام كرأس ولم نغادره منهجاً وسلوكاً وثقافة وعقلية الحزب الحاكم مازالت تتعمق في مرتكزات الوعي لدى الكثيرين وعقدة الزعيم الضرورة مازالت تتأكد في الوعي العراقي بشكل خطير ومازلنا لم نغادر الى هذه اللحظة عقلية البعث وكيف تدار السلطة بالانانيات الحزبية والفئوية والمصالح الشخصية.قد لا يلام شعبنا كثيراً على شوائب ورواسب المرحلة الماضية وخطابها وعقليتها فاكثر من اربعين عاماً من التسلط الحكومي والاعلامي والثقافي لحزب البعث قد يترك اثاره القهرية على وعي الكثيرين ولعل المثل الجدير بالتذكير هو ان من يريد شرب الماء في الاناء فتناول سماً او خمراً بالخطأ فلا يترتب عليه الاثر الشرعي لانه لم يكن قاصداً والاعمال في النيات كما يقال "وما وقع لم يقصد وما قصد لم يقع" واما الاثر الوضعي القهري كالتأثر بالسم او الخمر فانه قد يتحقق بالضرورة وان كان المراد الجدي هو تناول الماء وليس الخمر او السم.وكذلك التأثر القهري والوضعي في ثقافة وسلوك النظام قد تقع على الكثيرين منا فلا نستغرب ان نجد قيادياً امنياً او سياسياً في العراق الجديد يقلد صدام في مشيته وحديثه وسلوكه بلا شعور منه او كما قال ابن خلدون في مقدمته " يكاد يتشبه المظلوم بالظالم بزيه ومشيته واقوله"والمفارقة ان الكثير من سلوكيات النظام السابق رغم رحيله مازالت تتكرس في سلوك بعض السياسيين ويتحدث بنفس نبرة الطاغية صدام دون ان يشعر او يريد.فمازالت مؤثرات الحقبة الماضية الاعلامية والثقافية والسلوكية واضحة في سلوك بعض السياسيين الجدد وطبيعة خطابهم وثقافتهم وفهمهم حتى يوحي لك باننا مازالنا نعيش في عهد صدام وبعثه الاجرامي.رؤية بعض السياسيين منتزعة من افكار تلك المرحلة ومؤثراتها وخطابها وظروفها فالحقد الاعمى للبعث على القيادات والمرجعيات التي غيرت مسار التأريخ وقادت شعوبها الى ثورات شعبية خالدة واسقطت اعتى طواغيت المنطقة وشرطي الخليج الشاه الايراني محمد رضا بهلوي وهي قيادات فذة وفريدة نفضت بيديها المباركتين غبار الظلم والجهل عن وجه التأريخ وقادت ثورة شعبية اسلامية اسهمت في الصحوة الاسلامية في المنطقة وهو الامام الراحل روح الله الموسوي الخميني.فهل لان صدام واعلامه المقيت شوه وشوش على هذا القائد العظيم فاننا سوف نستسلم ولم ندافع عنه مجاراة لثقافة البعث ومداراة لمشاعر بقايا النظام المقبور؟والمفارقة الصارخة في هذا السياق هي ان المهاتما غاندي زعيم الهند وجيفارا وهوشي منه مازالوا لهم المكانة اللائقة في ذاكرة ووجدان الشعوب رغم انتمائهم الديني سواء كان هندوسياً او نصرانياً بينما الامام الخميني وبسبب انتمائه المذهبي فعلينا تجاهله او التغافل عنه او الخوف من الدفاع عنه؟فهل هوية وانتماء القادة التأريخيين تكون معياراً للتقييم والاشادة ام مواقفهم البطولية بغض النظر تماماً عن هذا الانتماء وعلى هذا الفرض فهل انتماء الامام الخميني الاسلامي والشيعي يكون حائلاً دون الاشارة اليه كقائد تحرري في العالم بينما انتماء غاندي الهندوسي وجيفارا النصراني لا يكون مخلاً بسجلهما النضالي " تلك قسمة ضيزى"الكثير منا مازال متردداً وحائراً في الاشادة بالامام الخميني بينما يدافع بقوة عن المهاتما غاندي وجيفارا وتيتو وغيرهم.نقولها بكل ثقة واخلاص نحن دفعنا ثمن حبنا وتأييدنا للامام الخميني في زنزنات البعث الصدامي وقضينا ستاً من السنوات العجاف تتلوى على ظهورنا سياط الجلادين بينما نخشى اليوم ان نشير الى هذا المصلح والصالح والثائر ولو تلميحاً خشية من الاتهام بالطائفية!!!؟لو كان الامام الخميني من ديانة اخرى ومن مذهب اخر فهل هذا يستدعي ان نضعه بموازاة القادة الاخرين امثال غاندي وتيتو وجيفارا وماوتسونغ بينما ديانة هؤلاء وانتماءاتهم لا تحول دون تمجيدهم والثناء على نضالهم الثوري؟عقدة المأزومية والمهزومية لدى بعض الاحزاب الاسلامية التي كانت متهمة بالولاء للامام الخميني وثورته الظافرة دفعت الكثير من الاسلاميين من الخوف بالخوض في ذكر الامام الخميني وثورته العملاقة والانسياق وراء حملة الاعلام الحاقدة التي شنها البعث في المرحلة السابقة.وعتبي الشديد على النائب حيدر الملا الذي كان واحداً من ضحايا التثقيف البعثي ومازال يتنفس برئة الاعلام الصدامي السابق فقد تطاول على الامام الخميني دون وجه حق وهو ما يعيد الى الاذهان طريقة الاعلام الصدامي وتهجمه على هذا القائد العظيم.وما اثار اعجابي الشديد هو النائب الشجاع والغيور الشهم الاستاذ عبد الحسين عبطان عضو التحالف الوطني والقيادي في تيار شهيد المحراب بموقفه من تصريحات حيدر الملا وادانته هذه التصريحات اللامسؤولة ضد الامام الخميني ودعوته الشجاعة للاخ النائب حيدر الملا للاعتذار من تصريحاته الاخيرة.وقد رد النائب عبد الحسين عبطان على النائب حيدر الملا بقوله الجرىء والرسالي "" الامام الخميني يعتبر أحد مراجع الدين العظام وله مكانة مرموقة لدى الشعوب الاسلامية"

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك