بقلم : اياد حمزة الزاملي
تاريخ منظمة خلق الارهابية ملئ بالجرائم ضد الشعبين العراقي و الايراني , فبعد قيام الجمهورية الاسلامية المباركة في ايران عام 1979 قامت هذه المنظمة و بدعم مباشر من امريكا بسلسلة عمليات ارهابية ضد الشعب الايراني المسلم ادت الى مقتل الالاف منه . ثم قام باحتضانها بعد ذلك المقبور صدام داخل الاراضي العراقية و بالذات في معسكر اشرف في محافظة ديالى .اصبحت هذه المنظمة اداة قتل و تدمير بيد صدام يحركها كيف يشاء و جعل منها اداة لضرب ايران و زعزعة استقرارها و كذلك استخدمها لقمع و قتل الشعب العراقي عن طريق زج افرادها داخل الاجهزة القمعية البعثية لقمع و تعذيب المعارضين لنظام صدام و البعث الكافر . و اما اكبر جريمة وحشية ضد الانسانية ارتكبتها هذه المنظمة الارهابية ضد الشعب العراقي المظلوم فهي استخدامها من قبل النظام المقبور في قمع الانتفاضة الشعبانية المباركة للشعب العراقي عام 1991 .و قامت هذه المنظمة بسلسلة جرائم و ابادة جماعية للشعب العراقي في محافظات الجنوب و الفرات الاوسط و بالذات في النجف الاشرف و كربلاء المقدسة و انتهاك حرمتيهما الشريفتين المقدستين و قتلت الالاف من ابناء الشعب العراقي و شاركت مع النظام البعثي القذر في المذابح الكبرى و التي عرفت بأسم (المقابر الجماعية) .و قد جاءت هذه الحقائق كاعترافات على لسان معظم اركان النظام البعثي الكافر اثناء محاكمتهم , و لا اعرف لماذا الصمت المخزي و المهين للقضاء العراقي حيال هذه المنظمة الارهابية المجرمة , فاذا كان القضاء العراقي يدعي الاستقلال و النزاهة فلماذا يصمت تجاه جرائم هذه المنظمة ؟ ام انه ينتظر الضوء الاخضر من الاحتلال الامريكي حتى يقوم بذلك ؟ في عام 2001 اعتبرت امريكا منظمة خلق منظمة ارهابية و ادرجتها ضمن لائحة المنظمات الارهابية حسب البيان الذي اصدره الكونجرس الامريكي عام 2001 بعد ان اثبتت الـ (CIA) ان لديها ادلة تثبت تورط منظمة خلق مع تنظيم القاعدة و ان هناك تعاون استراتيجي بين هذين التنظيمين الارهابيين . و بعد سقوط صدام عام 2003 و احتلال امريكا للعراق اعتبرت امريكا منظمة خلق منظمة سياسية وطنية و شطبت اسمها من قائمة المنظمات الارهابية و لا غرابة في هذا الموقف الامريكي المتقلب المزاج فتاريخ امريكا وضيع و قذر و يقوم على الخداع و الكذب و النفاق فهي بلا اخلاق و بلا مبادئ . و هكذا قامت امريكا بحماية معسكر اشرف في محافظة ديالى , و جعلت من المعسكر منطلقا و بؤرة للارهاب ضد الشعب العراقي و ضد الجارة ايران . حيث اثبتت التحقيقات الامنية لوزارة الداخلية العراقية بأن تنظيم القاعدة الصهيوني يتلقى تدريبات عقائدية و عسكرية داخل معسكر اشرف و ان معظم العمليات الارهابية لتنظيم القاعدة العفن , و التي اودت بحياة الالاف من ابناء الشعب العراقي , تنطلق من داخل المعسكر .و السؤال المهم هو لماذا حولت امريكا منظمة خلق من منظمة الارهابية الى منظمة سياسية وطنية ؟؟عرفت السياسة الامريكية بانها تتبع ستراتيجية ثابتة و منذ زمن بعيد و هي سياسة (الاحتواء المزدوج) فامريكا احتضنت منظمة خلق بعد احتلالها العراق لتجعل منها منطلقا لشن عمليات عسكرية ضد ايران و زعزعة الاستقرار فيها و كذلك جعلت من معسكر اشرف في محافظة ديالى بؤرة للارهاب و مستنقعا قذرا لحاضنات جراثيم حزب البعث و تنظيم القاعدة و منظمة خلق ليكون هذا التحالف القذر و العفن و الظلامي قوة مساوية و مكافئة في وجه الشيعة من اجل اضعافهم و تشتيت قوتهم في حرب طاحنة و طويلة كون الشيعة يشكلون 80 % من الشعب العراقي . و هذا التحالف مدعوم من قبل شخصيات من داخل العملية السياسية و لها ثقلها الذي جاءت به عن طريق التزوير و الدعم الامريكي السعودي لها .ان وجود منظمة خلق الارهابية على الاراضي العراقية غير قانوني و يخالف الدستور حيث ان الدستور يحرم استخدام الاراضي العراقية منطلقا للعدوان على دول الجوار فكيف و هي تمارس العدوان ضد الشعب العراقي ؟ و كان من المفروض ان ترحل منظمة خلق منذ عام 2003 أي بعد سقوط نظام صدام مباشرة و لكنها لا زالت لحد الان تمارس ارهابها و تتخذ من الاراضي العراقية منطلقا للعدوان على الشعب العراقي و ضد الجارة ايران و تتلقى اوامرها من قوات الاحتلال الامريكي . و السبب في ذلك بسيط هو ان الحكومة العراقيناقصة السيادة و الكلمة العليا للاحتلال الامريكي . هذا بالاضافة الى ان هذه المنظمة تغتصب الكثير من الاراضي الزراعية العائدة الى فلاحين عراقيين و تضمها الى معسكر اشرف الذي يحرم على أي قوة عراقية مهما كانت الدخول اليه الا بموافقة امريكية .و هنالك المئات من ابناء الشعب العراقي الذين اختطفهم تنظيم القاعدة و قام باحتجازهم في معسكر اشرف الذي يعتبر خير ملاذ آمن للارهابيين داخل العراق , لذا فيتوجب على الحكومة العراقية ان تعيد النظر في سياسة (الانبطاح) حيث ان هذه السياسة الذليلة جلبت و سوف تجلب المزيد من المصائب و الويلات للشعب العراقي المظلوم عن طريق السيارات المفخخة و الاحزمة الناسفة المقدمة كهدايا من قردة آل سعود و تخطيط و مباركة الامريكان .انجراح الشعب العراقي لم تلتئم بعد من جرذان البعث و جرذهم الاكبر صدام المقبور و التي عانوا منها لاربعين عاما من الظلم الطويل و المرير , و ان على اعضاء الحكومة و اعضاء البرلمان ان يكونوا و لو لمرة واحدة في حياتهم صادقين مع الله و رجالا هذا اذا كانت لديهم بقية من رجولة و ان لا يضعوا رؤوسهم تحت التراب كما تفعل النعامة و لا يعبأون بويلات و مصائب الشعب المسكين المظلوم . و عليهم ان لا يطمئنوا لضمانات امريكا فهي متى تنتهي مصلحتها منهم ستسحقهم هي بلا رحمة و بلا شفقة و التاريخ خير شاهد على ذلك , و ان الافعى و ان كان ملمسها ناعم ففي جوفها السم الزعاف .
اياد حمزة الزاملي
https://telegram.me/buratha