المقالات

الانسحاب الأمريكي والقوة الذكية /

901 13:03:00 2011-04-30

حافظ آل بشارة

يتشاجر الساسة العراقيون يوميا حول انسحاب القوات الامريكية حسب الاتفاقية الشهيرة ، ويتهم بعضهم بعضا بالاتفاق سرا لتمديد بقاءها ، بعض الاشخاص والاحزاب لا يشترون العراق بزبانة لكنهم يتباكون على استقلاله نكاية بمنافسيهم ، الانسحاب من العراق جزء من رؤية استراتيجية لواشنطن عبر عنها بحث لمركز الدراسات الاستراتيجية الامريكية يقول ان واشنطن تبني عناصر قوتها الذكية الحديثة فتهتم بطلبات الدول وازماتها وتستخدم صيغ الدعم العاطفي والمادي والمعنوي للشعوب وتحتل قلوب البشر من خلال الاحسان اليهم ، يقول ذلك البحث المهم ان القوة الذكية الامريكية تنفذ اجندتها من خلال عدة خطوات اهمها : ايجاد تحالفات دولية ومشاريع عمل مشتركة لمواجهة الخطر المتوقع من اي جهة يأتي . وتطوير مفهوم التنمية والمساعدات الانسانية لتتحول الى اداة كسب عاطفي وثقافي في العالم وخلق علاقة بين مصالح الولايات المتحدة وتطلعات الافراد العاديين في اي بلد . و توسيع رقعة التجارة الحرة ومساعدة الدول العاجزة في هذا الاطار على اللحاق بركبها وخلق دائرة تضم حلفاء جددا . ثم قيادة مبادرة عالمية لتجديد مصادر الطاقة المستدامة والخروج من عبودية النفط على ان تكون مفاتيح الطاقة الجديدة بيد امريكا . ووفقا لهذه الرؤية يمكن وضع القضية العراقية في موضعها الصحيح على خارطة الاهتمام الامريكي خاصة وان حضورهم في المنطقة مهم لانها مخزن طاقة العالم النفطية الى اجل مسمى ، وهي المنطقة التي تشهد تجريب نموذج الشرق الاوسط الكبير بقيادة اسرائيل ، وتشهد نمو النموذج الايراني الذي يمتلك اطارا اديولوجيا ترافقه مبادرة تطور اقتصادي ، وتواجه المنطقة موجة التظاهرات والثورات غير المستندة الى بديل واضح ، يجب ابعاد التأثير الايراني عن التجربة العراقية ، تعتقد واشنطن ان ايران خصم مهم ربما يستطيع ان يجبرها على الاعتراف به ليتحول من عدو يدافع عن نفسه الى منافس يتفاوض من أجل شراكة عادلة ، وفي عمقه الجغرافي تقع الصين والهند وروسيا ، القوة الذكية الامريكية الجديدة ترى ان افضل سبيل لاستيعاب العدو هو تحويله الى شريك اقتصادي ، لذا يثني الخبراء الامريكيون على مبادرات بلدهم لانقاذ روسيا من الانهيار الاقتصادي في التسعينات بدعم الشركات الامريكية ، وهي تتطلع الآن الى دعم مشاريع الطاقة في الصين والدخول معها كشريك ، وفي الهند تحققت معدلات نمو عالية بتفعيل النموذج الامريكي في التنمية ، اذا عجزت الولايات المتحدة عن لي ذراع ايران فقد تدخل معها كشريك يحتضن مشاريعها الكبيرة بدل رفضها ، اعلاميا نجحت الولايات المتحدة ضمن حربها الباردة في تشويه صورة ايران وتحويلها الى بعبع بربط اسمها بالارهاب والطائفية بجهود ابواق متعددة المشارب واللغات مع عدم ذكر اسرائيل بسوء ! مستقبل الوجود الامريكي في العراق له علاقة بتحولات القوة الذكية في العالم فمن المرجح ان لايكون انسحابا شاملا يترك التجربة بلا حماية ولا اقامة كاملة تكرس الاحتلال ، انه امر بين امرين .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك