المقالات

حلال على السعودية ... حرام على العراق ؟!

1121 21:01:00 2011-04-30

بقلم: عبد الواحد ناصر البحراني

لماذا يكون دخول القوات السعودية إلى البحرين و الاتهام الإعلامي السعودي لمعارضيها بالعمالة لإيران مسموحا ً في حين يكون دفاع العراق عنهم محرما ً؟

هل لأن البحرين على حدود السعودية مثلا ً و هي جزء من منظومة دول مجلس التعاون الخليجي و العراق ليس كذلك؟ إذا كانت المعايير جغرافية فلماذا يتهم العراق الذي يتخوف من تغيير النظام في سوريا بأنه طائفي و أنه أسوأ من صدام حسين؟ و ماذا يغيظ أولائك الذين طبّلوا و زمّروا للخلاف العراقي السوري إذا عادت العلاقات قوية بين البلدين ؟ هل إذا هاجم العراق سوريا و أرسل أسلحة إلى درعا و بانياس و جبلة يصبح نوري المالكي سنيا ً أو محبا ً للسنة و إذا أعرب عن مخاوفه من ظهور زرقاوي جديد هناك يصير طائفيا ً؟

لماذا لا نقول عن السعودية بأنها هي من يدعم الإرهاب في المنطقة و تحرض على الطائفية من خلال ماكينتها الإعلامية و أموالها السخية للمجرمين ؟

لقد كانت السعودية تخوفنا ليلا ً و نهارا ً من التيار السلفي و تعرض لنا عبر شاشات قنواتها بطولات الكوماندوس السعودي و هو يطوق رجالات هذا التيار و يقتلهم و يعتقلهم و يستولي على أسلحتهم ثم يأتي الإعلام السعودي اليوم ليميز لنا بين أنواع من السلفية و يسخّف مخاوف الدول و الشعوب منهم. فهل تغيّر فكر السلفية بين ليلة و ضحاها و أصبحوا اليوم مجاهدين وثوّارا ً سلميين يريدون إسقاط النظام بوسائل سلمية بحتة. و إذا كان هؤلاء قد تحولوا إلى هذا النمط السلمي فلماذا بقيت قوات الناتو في أفغانستان ؟ و لماذا يخوفنا الرئيس اليمني عبد الله صالح ، حليف السعودية ، من سيطرتهم على الحكم هناك؟ ألم يستطع هؤلاء تدمير البارجة كول في خليج عدن و حاولوا اغتيال رجال دولة سعوديون و على قائمتهم كتاب و مثقفون يعتبرونهم كفارا ً أم أن هذا كان تهويلا ً إعلاميا ً كالعادة؟!

إن العراق من أكثر الدول التي تضررت من فكر السلفية الذي احتضنته السعودية و يحق للعراق كدولة و شعب أن يحاسب السعودية على كل قطرة دم سالت و سوف تسيل بفعل مخططات تحاك على أراضيها و في أروقة أجهزة مخابراتها. و لا يحق للسعودية و لا لإعلامها أن يتهم العراق بالطائفية لأن العراق لم يرسل يوما ً إرهابيين ليفجروا مدنيين فيها و لم يقطع رؤوس رعاة غنم ابرياء لاسباب طائفية و لم يطلب عقد القمة العربية من دون دولة معينة.

فالعراق الذي عانى من دول الجوار حاول أن يقول لهؤلاء بأنه يريد أن يكون معهم و لهم و ليس عليهم ، إلا أن النظرة الطائفية لبعض هذه الدول أعمت أبصارهم عن كثير من الحقائق.

و أتساءل هنا عن سر انعقاد القمة العربية في جميع الظروف التاريخية و على الرغم من جميع الخلافات العربية - العربية و في وقت وجود صدام حسين و حتى في أعقاب غزو العراق للكويت و لم ترفض اي دولة اللقاء و لم تطالب بتأجيلها ؟ فلماذا يطلب إلغاؤها عندما تكون حكومة العراق خالية من صدام و زمرته المجرمة؟ هل لأن صدّام مثلا ً كان يمثل السنة في العراق أم أن السعودية و من يتبعها كانوا يرونه كذلك؟ و هل تخلو الحكومة العراقية و برلمانها من السنة ؟ فلتعلمنا الحكومة السعودية إن كان هناك شيعة في حكومتها و إن كان لهم أصوات تسمع و تذكر غير تلك التي تطالب بالإصلاح و لتتحدث لاحقا ً عن الطائفية.

إن العراق و سوريا بلدان جاران و شقيقان و ما يجري في العراق يؤثر على ما يجري في سوريا و أي تغيير في سوريا يؤثر على العراق. فهل كانت السعودية مثلا ً تتوقع أن تعبر أمريكا عن مخاوفها و تتدخل في شؤون سوريا و يبقى العراق متفرجا ً على الحياد حتى لا يتهم بأنه طائفي؟ لقد وصل الحال ببعض من يدعون الثقافة إلى تشبيه الوضع في العراق اليوم على أنه أسوأ من صدام حسين ، متناسين ما فعله صدام بالكويتيين (السنة) و ما أطلقه على السعودية من صواريخ و كيف دافع الجيش السوري عن السعودية و ساهم في تحرير الكويت من جيش صدام الغازي.

و لماذا نذهب بعيدا ً ، الم تصرح الدبلوماسية السورية قبل أشهر قليلة بأن من حق البحرين اتخاذ التدابير اللازمة لضمان سلامة اراضيها؟ الم يصدر هذا التصريح من نظام يتهم اليوم بأنه (شيعي) أو (علوي)؟ و لمذا يتهم العراق بأنه طائفي ، ألأنه يقف مع نظام بشار الأسد (الشيعي)؟

إن جلّ هذا النقاش الذي تحاول السعودية أن تجر المنطقة إليه و يبدو أنها نجحت في ذلك هدفه شيء واحد فقط ألا و هو الالتفاف على ثورات الشعوب التي قامت على أساس الإصلاح و تحويلها إلى ثورات طائفية لا تخدم إلا مصالحها و لا تعزز إلا مكانتها كمدافعة عن حقوق طائفة ما على حساب الأخرى. لكن السعودية على ما يبدو تعود لتكرر أخطاءها التاريخية فهؤلاء الذين تدعمهم و تصنعهم سوف يكونون يوما ً ما سببا ً لزعزعة نظام حكمها و زواله . و لن تنفع عندها لا مؤتمرات ضد الإرهاب و لا برامج عن (صناعة الموت) فمن يقدم السم للآخرين لا بد و أن يموت فيه .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
كمال قاسم
2011-05-01
ال سعود هم صناعة امريكية غربية لتدمير الاسلام وخدمة اليهود. هذا هو الدور المنوط بآل سعود للقيام به في المنطقة من تمزيق لوحدتها وتشويه للاسلام وتفتيت في عضد المسلمين وتفريق شملهم وزرع النزاعات الطائفية والمذهبية بينهم!!! هم اقرب الى اليهود منهم الى الاسلام؟ انظروا ماذا فعلوا مع بوش الم يقوموا بالرقص معه وتقديم الانواط والمداليات له!!! ولا ادري هل كان ذلك مقابل قيام بوش بقتل ملايين المسلمين من العراقيين والافغان وتدمير العراق بالكامل!!! ام لان بوش قدم الاسلحة لاسرائيل في حربها ضد حزب الله!!!
عراقي1
2011-05-01
اساس بلاء العالم الاسلامي هي السعودية ويجب محوها من الخارطة ورميها بالبحر الاحمر
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك