حيدر عباس
لم نغادر بعد مرحلة الكبت والانغلاق والتفكير المطلق بالمصالح الشخصية ونستشعر بصدق وإخلاص إرهاصات المرحلة الحالية بكل تجلياتها وخطورتها ونزع ثوب التمسك بالمسميات والاستحقاقات الوهمية ونحن نعيش بين فكي البعث والإرهاب والتدخلات الخارجية.وقد يكون الوقت الحالي في العراق من أصعب الأوقات الزمنية والمفصلية في تاريخه الحديث .فالعملية السياسية لا زالت في مرحلتها الأولى ولا زالت صفة التخبط والعشوائية وانعدام الثقة بين الفرقاء السياسيين هي العلامة الفارقة .كما ان تشكيل الحكومة وبعد أكثر من سنة وشهرين لم يكتب لها النجاح ويجتمع شمل اكبر تشكيلة حكومية في العراق والعالم إضافة الى ذلك ان هذه الحكومة مثل (كورت الزنابير) ليس في جهدها ودأبها على العمل وتقديم ما هو أفضل للمواطن من خدمات بل لأنها حكومة تسقيط وتمزيق وطعن فالكل يتشفى بالكل والكل يتنصل من كل شيء والجامع الأساس هو التسابق للحصول على الاستحقاقات والمصالح وما تم الاتفاق عليه خلف الأبواب المغلقة من تنازلات وصفقات أنتجت حكومة الترضية المتضعضعة.كما ان نظام الانتخابات الذي جرت عليه الممارسة الديمقراطية في العراق واعتماد القائمة المفتوحة وان كثر الحديث عنه نظام عقيم لانه سمح للكثير ممن لا يستحقون المرور ان يصلوا الى قبة البرلمان من خلال الثغرات الكبيرة التي غلفته تحت مسميات عديدة من قبيل أكثر الخاسرين ولو كان يمتلك 400 صوت او من خلال عباءة رئيس القائمة التي انقذت الكثير من الهاوية بينما خذلت الكثير في قوائم أخرى ممن حصلوا على أصوات أضعاف ما حصل عليه البعض.ويمكن للكثير ممن يهدد ويرعد ويزبد ويدعوا بالويل والثبور على العراق والعملية السياسية ويعتقد بأنه طرزان زمانه وانه فلتت لن تتكرر في تاريخ الأمة المغلوب على أمرها ان يراجع الأرقام التي حصل عليها والأسباب التي أوصلته الا ما هو عليه الان ويعيد حسابات البيدر من جديد وليس وفق قاعدة القانون لا يحمي المغفلين او الطيبين ويدخل هو وجماعته بقائمة واحدة ويعيد تجميع الأرقام التي حصل عليها في العراق وفي خارج العراق ويقول لنا الرقم الحقيقي وما هو استحقاقه وما هي المناصب التي تليق بمقامه الروزخوني وعليه أيضا ان يرشدنا ولو من خلال الهياكل الحديدية ومدارس الطين علنا نهتدي الى انجازاتها وفتوحاته التي حققها خلال فترة عمله السابقة . ان مطالب البعض بمواقع اكبر بكثير من استحقاقهم وإمكانياتهم أمر يدعوا إلى السخرية والاستهجان وهو امر مرفوض جملة وتفصيلا خاصة بعد ان شخصت المرجعية المباركة علة التهافت على المناصب من قبل البعض وما يسببه هذا الورم السرطاني من استنزاف لموارد أبناء الشعب وعرف نكرة سيتم الاستمرار عليه.ان روساء الكتل السياسية والبرلمان العراقي معنيين أكثر من أي وقت مضى بضرورة احترام رأي المرجعية الرشيدة وإرادة الشعب العراقي ودستوره وأمواله وعدم تفصيل المناصب والمواقع تبعا لأهواء ورغبات المهووسين بالمناصب والثروة والطغيان.نتمنى ان لا تلبي الحكومة والبرلمان مطالب الذين يقفزون فوق الخيال ويهددون بالمصير الأسود والتمزيق والتشرذم لنرى ما الذي يمكن ان يفعله خلفاء الصحاف وان كانت النتيجة محسومة مقدما وان ما يرددونه لا يتجاوز طنين الذباب ونعيق الضفادع.
https://telegram.me/buratha