المقالات

معركة بلا خنادق /

752 11:37:00 2011-05-01

حافظ آل بشارة

الفساد كالأرهاب وهما وجهان لعملة واحدة ، والمعركة مع الفساد تأتي في ترتيب الاولويات بعد المعركة مع الارهاب او مزامنة لها ، والفرق بين المعركتين ان الاولى جرت بخطة جيدة وامكانيات استثنائية ، فيما اهملت الثانية فهي معركة شكلية ليس فيها خنادق ولا استحضارات ولا مشاة ولا مدفعية ولا اطار عقيدي أو اخلاقي واضح ، لا تستند الى تعبئة قيمية مؤثرة ، ولا تضمن اقتلاع خلايا المرض ، هناك من يروج بأن المعركة مع الفساد بدأت وهناك من يقول انها انتهت ! ليس هناك انتصارات يعتد بها في هذه الحرب المزعومة ، اذا كانت المشكلة في الخدمات الاعلامية الضرورية ستبقى المنجزات الكبيرة في زاوية مظلمة فأين شبكة الاعلام واساطيلها وانفاقها المذهل؟ اي معركة لا تنتصر بلا تخطيط ، هناك فوضى وارتجال واعمال فردية في هذه المواجهة الخطيرة ، الفساد عدو حقيقي له قيادة وحواضن اجتماعية تستثمر خللا ثقافيا يتمثل بتراجع خطير في ثقافة رفض السرقة والاختلاس والتلاعب المالي والاداري في اوساط المجتمع الذي اصبح بحاجة الى اعادة تعبئة وتعريف الفساد في الرأي العام كرذيلة بشعة يتسامى الشرفاء عنها والتشجيع على عزل المفسدين ومقاطعتهم اجتماعيا وجعلهم يشعرون بفقدان الاحترام والادانة المعنوية ، ونشر القيم الاخلاقية ، ولا يوجد اغنى من الدين قرآنا وسنة في ترسيخ النزاهة والاستقامة والفضيلة واحياء البلاغ الاسلامي وتفعيل دور المسجد ، وتجديد منطلقات الخطاب الديني الارشادي الذي كان ومازال احد أهم روافد بناء ثقافة الأمة وثوابتها الاخلاقية وتقوية ارتباط الناس بالمعاد ودوره في ردع المخطئين ، وتقوية دور وزارة الثقافة ، ومواجهة الغزو الثقافي الذي كان دائما وسيلة لاضعاف دور الدين والوازع الديني في الحياة وبالتالي فهو أحد اهم وسائل دعم الفساد ، واعادة النظر في المؤسسات الحالية المعنية بهذه المعركة من ناحية الهيكلية والاهداف والوسائل والتخطيط ، وتوفير الحماية الأمنية لمن يعملون في فتح ومتابعة ملفات الفساد سواء كانوا ضمن هيئة النزاهة او لجنة النزاهة النيابية او ديوان الرقابة المالية او المفتشين العامين ، خاصة وان بعض الاغتيالات الاخيرة في بغداد استهدفت اشخاصا لهم علاقة بكشف ملفات فساد او متوقع منهم ان يقوموا بذلك ضمن عملهم ، وهذا يعني عجز الجهات المعنية عن توفير الحماية اللازمة لمن ينخرطون في معركة مكافحة الفساد ، وقد سجلت ملاحظات عديدة حول سير المعركة المفترضة ، فبعض الملفات التي يتم كشفها حاليا تستخدم في الدعاية لطرف أو فرد ، ويجري تسييس ملفات اخرى مع ان اللصوص ليس لهم فئة او حزب ولا يتشرف احد بالتعاطف معهم ، ناهيك عن الانتقائية اذ يجري تقديم الاقل اهمية ثم التستر على حالات فساد صديقة ، والتشديد على فساد الآخرين ، لا مفر من الاعتراف بأنها معركة بكل المقاييس ويمكن ان تجر الى تصفيات سرية مسلحة ، ويمكن ان تؤدي الى سقوط اشخاص واحزاب . يجب القبول بهذه النتائج وليكن الشعب العراقي هو المنتصر الاخير .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك