اسعد راشد
هل سوريا ومعارضيها ضحية "التطرف السلفي" ـ القاعدة ـ وال سعود وحلفائهم؟
احداث سوريا تختلف عن مثيلاتها في ليبيا وقبلها ثورة مصر وثورة تونس واخيرا ثورة شعب البحرين ‘ فهي واقعة بين سندان اسرائيل ومطرقة العديد من الدول والجماعات وحتى المعارضة السورية التي راهنت وتراهن على التدخل الخارجي وبالتحديد نظام ال سعود وحكومة انقرة التركية .
احتجاجات المعارضين في سوريا مازالت في اطارها المحدودة رغم الدعاية الكبيرة التي تحظى بها على اثير الفضائيات العربية وثكنات الاعلام التي فعلا تحولت الى اعلام تحريضي في بعض البلدان وفي البعض الاخر الى اعلام مهادن والداعم للثورة المضادة .
معرفة من يحرك الاحداث في سوريا وباي اتجاه امر في غاية البساطة ولا حاجة لعناء البحث والكثير من الجهد بعد ان دخل السعوديون بنظامهم وشيوخهم وحلفاءهم من السلفيين وتنظيم القاعدة على جبهة القتال الاعلامي ضد النظام السوري الذي طبعا لا يمكن ان نبراه من الاخطاء وبعض السقطات القاتلة التي رافقت تحولات عديدة واستراتيجية حدثت في المنطقة .
سوريا وبشهادة المراقبين والمحللين لم تصل لحد هذه الساعة لمرحلة الثورة وما يحدث ليس الا ردود افعال لمواقع التواصل الاجتماعي وتحريض اقليمي واضح يقوده النظام السعودي ومشايخ التكفير الوهابيين السلفيين وبمشاركة اعلامية مغرضة قطرية من خلال قناة الجزيرة التي اهتزت مصداقيتها بدرجة كبيرة وتحولت وفقا لتقارير المراقبين الى غرفة عمليات لطبخ المؤامرات وتحريك الشوارع والميادين حسب متطلبات الاجندة السياسية والطائفية وخالية من اي مهنية اعلامية .
ان ما يحدث في سوريا رغم سقوط الضحايا واستمرار بعض الاحتجاجات في ايام الجمعة وانحصارها في بعض المدن او الضيعات البعيدة ورغم الطابع الدموي الذي تاخذه في بعض المناطق المعروفة بتوجهاتها السلفية مثل "درعا" الا ان ما يحدث لا يعبر عن ارادة كامل الشعب السوري ولا انه يعبر عن مختلف الطبقات الشعبية بالرغم من محاولات بعض القنوات الفضائية اعطاءها طابعا شموليا واحيانا كثيرة التدخل مباشرة في القيادة الاعلامية للاحداث في سوريا وتحريك الشارع باي ثمن .
هناك من المراقبين من يعتقد جازما ان معظم الذين خرجوا الى الشوارع او يخرجون هم من وقعوا ضحية الاعلام العربي و التحريض السعودي الذي لا يكف عن التحدث عن ما يجري في سوريا بخطاب طائفي بغيض لم يكن نباح شيخهم التكفيري "اللحيدان" الا احد معالم ذلك التدخل الذي كان غائبا كليا في ثورة مصر وتونس ووقفوا ضدها وحرموا الخروج في التظاهرات في تلك الدول واعتبروها فتنة وبدعة وضلال وضحية للاعلام المضلل !هؤلاء المشايخ ومن خلفهم النظام السعودي قد سخروا اليوم كل فتاويهم وخطاباتهم للتحريض على الفتننة المذهبية في سوريا واطلاق وصفات تكفيرية بليغة في التكفير على فئات معينة في سوريا من اجل خلق وضع يساعد اجندتهم الخبيثة الداعمة للارهاب وللقتل والمذابح والتشجيع لاقامة امارات ظلامية امتدادا لما يمكن ان يحلموا به اليوم في مصر او ليبيا او حتى مجددا في افغانستان .
هاهو اللحيدان وهو احد كبار شيوخ التكفير في السعودية وعضو بارز في هيئة كبار ما يسمى علماء السعودية يعلن عبر خطابه حربا تكفيرية في سوريا ويصف النظام بانه "نصيري" ويدعوا الى "الجهاد" ضده حتى وان هلك من هلك كما جاء في خطاب النكد بل اجاز هذا الزنديق الارهابي بقتل" ثلث الشعب السوري من اجل ان يسعد الثلثان" وهو الشيخ نفسه الذي اعتبر ما يجري في مصر وتونس فتنة !فما الذي تغير كي يعتبر الوهابيون ان الجهاد في سويا حلال وفي غير سوريا حرام ؟ في ليبيا اجازوا بقتل القذافي المجرم وفي مصر يسعون لانقاذ مبارك والتهديد برفع الدعم عن مصر ان حاكموا مبارك؟ في البحرين يعتبرون ثورة شعب البحرين طائفية وفي سوريا يحرضون على "طأفنة" الاحداث كي يجدوا مبررا لتنفيذ اجندتهم وادخال هذا البلد في دوامة العنف الطائفي وجعله ساحة لنشاط القاعدة والسلفيين والمتطرفين ..
ان اي مراقب محايد يمكن ان يدرك بوضوح التحرك السعودي ومعه كل السلفيين والمتطرفين من القاعدة باتجاه التحريض الاعلامي ضد النظام السوري وارسال عناصرهم الى درعا والى بعض المناطق في سوريا ‘ كما ان رفع صور ذلك الشيخ الارهابي المدعو "عرعر" في منطقة درعا السورية يكشف بوضوح ان السلفيين وحلفاءهم في في تنظيمات التطرف القاعدي يسعون لاستغلال الوضع في بلاد الشام من اجل التصعيد والتغلغل فيها لتحويلها الى قاعدة امامية لنشر العنف والارهاب في المنطقة ولزعزعة الاستقرار فيها وهذا الامر بدى واضحا من خلال سلوك النظام السعودي وما يمارسه من ضغوط على بعض الدول الاقليمية لتغيير المشهد السياسي الراهن في سويا وقد جاء التحرك التركي ليصب في نفس الاتجاه حيث تم السماح للاخوان وبعض المتطرفين السلفيين باقامة مؤتمر لهم في اسطنبول ويقال ان من ضمن الحضور كان قادة في تنظيمات متطرفة يغذيها النظام السعودي بالمال والسلاح والدعم المفتوح كما لقاء وفد برئاسة الاستخبارات التركية مع بشار الاسد والاقتراح عليه بترك السلطة لنائبه الدرعاوي فاروق الشرع واللجوء الى تركيا مع اسرته كلها امور تدخل ضمن نفس الاطار .
وهنا يطرح السؤول نفسه بقوة : هل ان المحتجين في سوريا والمتظاهرين الذين لم يتجاوز عددهم المئات وفي بعض المدن الالاف ـ ليس اكثر من 10الاف ـ قد وقعوا ضحية المخطط السلفي والسعودي وغدوا نهبا لتحريض الا علام الخليجي وخاصة قناتي الجزيرة والعربية ؟ وما هو موقف الامريكي تجاه المشهد السوري الذي اخذت التداخلات القوى الاقليمية تلعب دورا في تصعيد الوضع باتجاه العنف والقتل واستهداف الاستقرار والامن الاقليميين ؟
باالطبع ليس هناك من يشك ان تلك المجموعات التي خرجت او تخرج في مسيرة الاحتجاجات في سوريا قد وقعت ضحية اكاذيب وتضخيم الاعلام وخاصة كما ذكرنا من قبل قناتي العربية والجزيرة حيث دورهما لا يقل تأثيرا عن دور السلفييين والمتطرفين المدعومين سعوديا فيما الامريكيون مازالوا حذرين في مواقفهم ولا يريدون الذهاب اكثر من الاستنكار اللفظي او حتى عقوبات تجارية هي في الاساس غير قائمة ولا اثر لها على المشهد السياسي في سوريا كون الاقتصاد السوري غير قائم على معادلات النظم الاقتصادية السائدة في المنطقة ولا وكتلك التي في الدول الصناعية او حتى النامية .
والاخطر من كل ذلك هو ان التدخل السعودي ودعمه للسلفيين وتنظيماتهم بالمال والسلاح وزخم اعلامي من اجل جر سوريا الى ساحة للصراعات الاقليمية ومسرحا لنشاط القاعدة والمتطرفين ‘ و"الفزاعة " السلفية او القاعدة في سوريا هي حقيقة وليست مجرد استهلاك اعلامي بل هو واقع مقلق قد يثير تخوف الغرب وامريكا كون ان سوريا هي خط الاحتكاك مع عدد من القضايا المركزية في المنطقة وخاصة القضية الفلسطينية .
ومن هنا فاننا نرى ان التوترات الحاصلة في سويا هي نتاج التدخل السعودي والسلفي وان المحتجين اضحوا العوبة الكبار في المنطقة رغم المطالب الحقة التي يرفعها عموم الشعب السوري والحاجة الى اصلاحات جذرية تجنب هذ البلد العربي ما وصلت اليه ليبيا وهو ما يسعى اليه السعوديون وحلفائهم من التكفيريين المتطرفين الذين لا يمانعون من قتل 7 مليون سوري من اجل ان يسعد 14 مليون سوري اخر!
https://telegram.me/buratha