علي حسن الشيخ حبيب
خدعت السعودية صناع السياسة الأمريكية في دعمها الجماعات الأصولية الأكثر تطرفاً في أفغانستان ،والعراق، وبلاد القوقاز، وافريقيا ، وشرق اسيا ، وباكستان ، واستخدم السعوديون الحرب الأفغانية ذريعة لخلق حركة " جهاديه " عالميه يمولونها ويجري تدريبها في باكستان وأفغانستان.
وبدا ان تلك النشاطات حسب رؤية واشنطن ، موجهه اساساً ضد الاتحاد السوفيتي ، وهكذا فان الولايات المتحدة أغمضت العين عن الآثار البعيدة المدى لتلك الحركات الاصولية ذات التوجة السلفي الجهادي التكفري القائم على القوة في التعامل مع اعداء هذا التيار الفكري المتشدد، ذو النظرة إلاسلامية المتطرفة ، وكان السعوديين يصدرون الطاقات الإسلامية المتطرفة الموجودة في مجتمعهم الى العالم لكي يبقوا محصنين ازاء مخاطرها ولتوسيع رقعة النفوذ السعودي المتنامي في العالم الاسلامي ..
في كتابه الجديد ( الحرب اللاحقه ) يقول الباحث والمتخصص في الشؤون السعودية موراويك
(ان السعودية ساهمت في اخراج بن لادن من السودان عام 1996م بعد ان اتفق اسامة بن لادن مع الحكومة السعودية التي دعمته بألا يقوم بأي أعمال أرهابية داخل السعودية )انتهى ومما اكدت علية لجنة تحقيقات 11 سبتمبر التي اثبتت بالبارهين التي لاتقبل الشك على تورط السعودية في احداث سبتمبر الارهابية الدامية في الولايات المتحدة الامريكية ، وبذلك سارعت السعودية بعد الحرج الشديد الذي تعرضت له الى تأييد العمل العسكري في العراق وافغانستان، واتهمت لجنة تحقيقات 11 سبتمبر في 24/4/2004 م إدارة بوش بأنها لم تتخذ خطوات كافية لملاحقة شبكة القاعدة قبل هجمات 11 سبتمبر ومصدر الارهاب الاول في العالم هو المملكة السعودية ، اعتمدت اللجنة على الحقائق التي شهدتها هجمات 11 سبتمبر على ان 15 انتحارياً من الـ 19 الذين نفذوا هجوم سبتمبر كانوا سعوديين الجنسية ويحمل بعضهم صفات دبلوماسية ذات أرتباطات قوية ومباشرة مع امراء السعود !!
واستغلت السعودية العلاقات السعودية الامريكية التي دامت لأكثر من ستة عقود وكانتا أقرب حليفتين في الكثيير من القضايا الأساسية ، وقد تيقن المجتمع الأمريكي، ان الفاعل لأحداث سبتمبر هي السعودية ذات الفكر الوهابي المتطرف الذي انشأته بريطانيا ليكون حجرعثرة في وجة السلم الاهلي في المجتمعات الشرقية التي تتعايش فيها الاديان والاقليات المختلفة مع الاغلبيات المسلمة.... لكن صانع القرار الامريكي وقف عند نقطة فاصلة، وهي ان السعودية سوف تبقى ضرورية في الاستراتيجية الامريكية في الشرق الاوسط!!، لانها مصدر مهم من مصادر الطاقة العالمية وخصوصا انها تصدر 10 ملايين برميل نفط يوميا، وكذلك استعداد امراء المملكة الى تعويض اسر المتضررين من احداث 11 سبتمبر، وتعهدت المملكة في تغيير نهجها في التشدد الديني في التعامل مع المرأة، وتغييرالمناهج التدريسة المتطرف في التربية والتعليم والاقتصاد والسياسة، وتعهد المملكة في استخدام الحوار مع الآخر المختلف معهم في الدين والمذهب بدلا من اساليبهم في القتل والتفخيخ والتهجير ، وتعهدت السعودية بتغيير العلم السعودي ،وتغيير الفكر الوهابي القائم على ان كل اقتباس من فكري هو أحداث في الدين وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة وكل ضلاله في النار حتى جعلوا تكوين الأحزاب أو الجماعات مخالف للدين وخروج على ولي الامر، وهم يريدون أن تبقى الحياة مظهراً ومخبراً كما كانت عليه في حياة السلف؟
واليوم بعد قتل الارهابي الوهابي السعودي اسامة ابن لادن نتوجة بدعوة لكل الاطراف الخيرةفي العالم الى أن تعيش بسلام وتأخي، من أجل التكامل والتنافس وبناء المجتمعات المتخضرة، وليس في تدافع وتقاتل كما تريدها الوهابية السعودية والسلفية الجهادية ذات الفكر المتحجر ...وان ماتقوم به القاعدة ومموليها ووجهاتهم التدميرية وافعالهم المشينة التي كانت وصمت عار في جبهة الوهابية السعودية التي استباحت دماء الابرياء والعزل ..
وندعوا الجميع الى الاستقامة ، واحترام الخصوصيات الدينية والحريات الشخصية، وتنوع المجتمعات واتباع منهج الاعتدال والوسطية والدعوة الى الله بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي احسن...
علي حسن الشيخ حبيب
اكاديمي وباحث عراقي مستقل
https://telegram.me/buratha