المقالات

سبق صحفي خطير في الكويت

1553 20:33:00 2011-05-02

بقلم : عبد الواحد ناصر البحراني

الخبر يقول (كويتيون وبحرينيون وسعوديون يتدربون في معسكرات كولومبية تابعة لـ"حزب الله" و"حماس" بإشراف "الحرس الثوري" الإيراني). هذا السبق الصحفي الخطير أوردته صحيفة السياسية الكويتية و ليس معاريف أو هآريتس الإسرائيلتين. لكن دعونا كما يقول المثل (نلحق الكذّاب إلى أن يصل إلى الباب) و لنحلل هذا الخبر بالمنطق و التفكير العقلاني و ليحكم من يقرأ هذا التحليل على مصداقية صحيفة السياسة.

لقد كان اختيار السياسة هذه الجنسيات الخليجية بالتحديد لإعطاء الانطباع بأن الشيعة في هذه الدول متهمون بالعمالة لإيران و حزب الله و حماس. ثم قامت بربط هذا العمل بعصابات المخدرات في كولومبيا لتوحي إلى من يقرأ هذا الخبر بأن هناك تعاملا ً مع عصابات و تعاطيا ً للمخدرات. و هو أمر أشبه بتلك الاتهامات التي أطلقها القذافي على معارضيه بأنهم يتناولون حبوب الهلوسة.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه و بقوة هو لماذا تقوم إيران بنقل مواطنين خليجيين إلى آلاف الكيلومترات بعيدا ً عن حدودها لتدريبهم على طرق تصنيع المتفجرات والتفخيخ والاغتيالات وخطف الرهائن في حين أنها قادرة على القيام بهذا العمل على أراضيها. إلا أن يكون هناك حافز تشجيعي كالسياحة في كولومبيا مع العلم بأن طبيعة إيران أجمل من كولومبيا (على حد علمي).

ثم إن السياسة تستمر في روايتها الركيكة الحبكة لتقول بأن إيران في حال تعرضها لهجوم لن تستخدم ايرانيين او أفرادا ً من الطائفة الشيعية لمهاجمة السفارات الغربية بل سوف تستخدم أفرادا ً من أمريكا اللاتينية. و هنا سؤال آخر عن السبب في استقطاب خليجيين لتدريبهم على السلاح إذا كان من سيقوم بهذه الأعمال من أمريكا اللاتينية.

و لا نعرف لماذا يختار هؤلاء الخليجييون طريقا ً في رحلتهم يمر عبر دمشق ؟ هل لأن دمشق كانت و ما تزال داعمة للمقاومة و محتضنة للمطالبين بتحرير القدس؟

و أخيرا ً تتحفنا السياسة بخبر افتتاح حزب الله لفرعه اللاتيني الجديد و ذلك على غرار الماركات العالمية التي تفتح فروعا ً لها في دول أخرى من العالم. و كأن لبنان خلت من أهلها أو كأن إيران التي فيها ملايين البشر عجزت عن إيجاد من ينضم إلى صفوف حرسها الثوري. و ماذا عن حماس ؟ هل تريدنا السياسة أن نصدق بأن الفلسطينيين الذي علّموا معظم حركات التحرر في العالم على القتال يحتاجون إلى مدربين من كولومبيا مثلا ً ؟

في الحقيقة ترددت كثيرا ً في التعليق على هذا الخبر إلا أن ثقتي بوجود أجندة خفية تريد الالتفاف على ثورة الشعوب العربية جعلني ملزما ً بأن أفند مزاعم هذه الرواية الهوليودية الضعيفة. فالمراد من كل ما يجري هو تجويل المسار الشعبي العربي من شعار (الشعب يريد إسقاط النظام) إلى مقولة (أن الشعب يريد إنقاذ النظام). و هذا لن يتم إلا بوجود عدو جديد غير الإسرائيلي الذي تعوّد عليه العرب و تخدّرت على ذكره الشعوب. هذا العدو الجديد قد يكون مسيحيا ً قبطيا ً في مصر و قد يكون شيعيا ً في البحرين. و علينا كشعوب أن نترك جميع مطالبنا المشروعة في الإصلاحات لنتلهى ببعضنا فهذا يتهم الآخر بالعمالة و التآمر على الوطن و الآخر يتهم الأول بالطائفية و يبقى من يؤجج نار الفتنة قويا ً ليفرض النظام.

إن هذه الفبركات الإعلامية الغبية هي عدو الشعوب العربية. فهي من جهة تحقّر العقل العربي و من جهة أخرى تحاول خلق حالة من الفوضى تحت اسم حفظ النظام و حب الأوطان. لذا فنحن ننصح القائمين على صحيفة السياسة الكويتية أن يحترموا عقولنا و أن يكونوا في مستوى الأحداث لا أن يكونوا مجرد أداة تستخدم لإثارة الفتنة هنا و هناك.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
علي حسين النجفي
2011-05-02
لايلدغ المؤمن من جحر مرتين..صدق رسول الله (ص). لكن ((السياسة)) تلدغ من الجحر ذاته اكثر من مرتين لان حمية الجاهلية لدى((احمد الجار الله)) اقوى من الايمان وهي التي دفعته للتهريج والنباح في جوقة ((صدام)) الاعلامية اثناء حرب السنوات الثماني فقد تصور هذا المهووس بالطائفية والقومية ان قائده القومي سيعيد للامة امجادها الغابرة بنصر تاريخي مؤزر فكانت مقالاته جهدا اعلاميا ساهم به في دعم صدام وتاييده حتى اذا ما وضعت الحرب اوزارها انقلب فارس الامة وقائدها التاريخي ليذيق بلد(الجار الله) ذل الغزو والاحتلال .
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك