المقالات

الحقوق والواجبات

766 08:35:00 2011-05-04

احمد عبد الرحمن

اثبتت تجربة الاعوام الثمانية المنصرمة ان اية صيغة لادارة شؤون البلاد سياسيا واقتصاديا وامنيا واجتماعيا لايمكن ان يكتب لها النجاح الا صيغة الشراكة الوطنية الحقيقية، لاسباب عديدة ، لعل من بينها طبيعة التركيبة الاجتماعية والقومية والدينية والمذهبية والسياسية للمجتمع العراقي، التي لاتحتمل اقصاء أي مكون من المكونات وتهميشه وابعاده عن دائرة الفعل والحراك العام في البلاد.ومن بين تلك الاسباب ايضا ان تركة المشاكل والازمات التي خلفها نظام البعث الصدامي المقبور كانت كبيرة للغاية، ومعالجتها والتغلب عليها يتطلب جهودا جماعية لانبالغ اذا قلنا انها جبارة، الى جانب النوايا الصادقة والارادات الصلبة، وادراك وفهم وتفهم حقائق الواقع، ومصالح المجموع.ومن بين تلك الاسباب ايضا ان طبيعة المحيط الاقليمي الذي يمثل العراق احد مكوناته يفرض بطريقة او أخرى ترجمة مفهوم الشراكة الوطنية الى واقع عملي على الارض، من اجل ان يكون للعراق علاقات خارجية متوازنة مع مختلف مكونات المحيط الاقليمي وكذلك المجتمع الدولي، ولنا في تجارب امم ومجتمعات متعددة في اوربا وغير اوربا خير مثال ونموذج لنجاح تطبيق مبدأ الشراكة الوطنية الحقيقية.وربما لايختلف اثنان على ان صيغة الشراكة الوطنية لم تتبلور وتنضج وتتكامل حتى الان بما فيه الكفاية، ومازلنا بحاجة الى المزيد من الوقت والجهد والعمل الجاد والمخلص، للوصول الى الدرجة المطلوبة.وماطرحه رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم بهذا الشأن في الملتقى الثقافي الاسبوعي الاخير لامس الواقع الى حد كبير ، حينما شدد على ان الشراكة السياسية هي كالشراكة الاقتصادية تتطلب ايجاد التوازن المنطقي والصحيح ، اذ انها شراكة في القرار وشراكة في الفرص والادوار لتقديم الخدمة للمواطنين.بعبارة اخرى ان الشراكة الوطنية الحقيقية ترتب حقوق لكل الاطراف وكذلك ترتب عليهم واجبات، وتحقيق التوازن بين الحقوق والواجبات هو الذي يفتح الافاق للنجاح والاستقرار والتعايش وبناء الثقة وبالتالي حل ومعالجة المشاكل والازمات القائمة بأقل الكلف والخسائر والتبعات والاستحقاقات.المدخل الصحيح والصائب اليوم للنهوض بالبلاد هو الشراكة الحقيقية بين جميع المكونات، كل وفق حجمه، وقوة حضوره، وعمقه وامتداده الشعبي والجماهيري.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك