حميد سالم الخاقاني
اتذكر جيدا حينما وقعت تفجيرات بالمملكة العربية السعودية قبل ست سنوات هب الاعلام السعودي وفي مقدمته قناة العربية وصحيفة الشرق الاوسط ومعه الاعلام العربي بتصوير ماحصل على انه ارهاب منظم يجب مواجهته بكل السبل والوسائل ، والمفارقة ان هذا الاعلام الذي ثارت حميته بسبب عمل ارهابي واحد في السعودية لم تحرك مئات العمليات الارهابية في العراق التي ازهقت ارواح الاف العراقيين الابرياء شعرة واحدة ولم تهز ضمير أي من القائمين والممولين والعاملين في الالة الاعلامية العربية.ومع كل عمل ارهابي يحدث في العراق كان العراقيون يستشعرون مرارة المواقف السياسية والاعلامية والدينية العربية، كيف لاتكون المرارة بأعلى مستوياتها عندما يتضح ان الارهابيين يحملون جنسيات عربية، والجهة التي جاؤوا منها هي جهة عربية، والتمويل والدعم المالي والعسكري مصدره جهات عربية، والفتاوى التي دفعتهم للمجيء الى العراق وارتكاب جرائمهم فتاوى مؤسسات دينية تابعة للمؤسسات السياسية الحاكمة.ولايمر يوم الا ويتكرر المشهد، وبعدما تفجرت الثورات والانتفاضات العربية من المغرب الى المشرق، برزت ازدواجية الاعلام العربي والجهات التي تقف ورائه بأوضح صورها، بل بأبشع صورها ان صح التعبير.قناة الجزيرة القطرية وقناة العربية السعودية لاتكف ليل نهار ان تغطي وتحرض وتعبيء على الثورة في تونس ومصر وليبيا، وبدرجة اكبر تجاه الاوضاع في سوريا، ولكن بخصوص مايجري في البحرين، كأن على رؤوس الجزيرة والعربية الطير، وكأن الهدوء يسود في هذا البلد بحيث اذا القيت الابرة في الارض سمع صوتها.واكثر من ذلك ان ماحصل ويحصل في تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا ثورات كبرى بحسب منطق هذه القنوات وبحسب منطق حكام السعودية وعموم امارات الخليج ، واما ما يحصل في البحرين فهو عبارة عن تمرد طائفي يهدد ليس امن البحرين ولا امن الخليج فقط وانما امن الامتين العربية والاسلامية!.لاتستطيع الانظمة والحكومات التي تنتهج نهجا طائفيا مقيتا ان تخفي ذلك، فالعراق ولبنان من قبل واليوم البحرين وسوريا وغدا الله اعلم من يدخل في معادلات هذه الانظمة والحكومات
https://telegram.me/buratha