احمد عبد الرحمن
اثبتت الكثير من الاحداث والوقائع التي شهدها العالم خلال العشرة اعوام الماضية، ان الارهاب هو في الواقع ظاهرة عالمية ساهمت في صنعها وايجادها ظروف وعوامل مختلفة، ووفرت لها اطراف عديدة لها تأثير في الميادين الدولية عن قصد او من دون قصد الارضيات والمناخات الملائمة لانتشارها وتوسع نطاقها، ولاستحداث وسائل واساليب جديدة بأستمرار لابطال الوسائل والاساليب التي تلجأ اليها الجهات الاستخباراتية والامنية والعسكرية لاحتواء تلك الظاهرة وتطويقها. ولاشك ان خطورة الظاهرة على الدول والمجتمعات والحكومات تتطلب تظافر الجهود الدولية لمختلف المنظمات والدول، وتتطلب كذلك وضوح في المنهجيات والسياقات التي يتم اتباعها للتصدي لها-أي لظاهرة الارهاب-ونبذ سياسة الكيل بمكيالين وانتهاج اساليب ازدواجية تحكمها وتوجهها المصالح والحسابات الضيقة من دون ان يعبأ المتبنين لتلك السياسات والاساليب بالضرر الكبير والفادح الذي يلحق بملايين الابرياء في مختلف بقاع العالم. ان مقتل زعيم تنظيم القاعدة الارهابي اسامة بن لادن يمثل خطوة مهمة في مسيرة مكافحة الارهاب، ينبغي استثمارها الى اقصى الحدود بعيدا عن التوظيف والاستغلال السياسي السيء، في ذات الوقت الذي من الخطأ الاعتقاد او الافتراض ان مقتل بن لادن سينهي الارهاب ويضع حد له، بل انه ربما يخلق ردود فعل لدى تنظيم واسع ومتشعب ويدفعه الى التخطيط لتنفيذ المزيد من العمليات الارهابية انتقاما لمقتل زعيمه. وهذا يتطلب المزيد من الحيطة والحذر، وخصوصا في العراق، الذي مازال مبتلا بالارهاب التكفيري والارهاب الصدامي، والتفاؤل بهلاك بن لادن لاينبغي ان ينسي المعنيين بالمهام الكبرى الملقاة على عاتقهم في اطار محاربة الارهاب بكل اشكاله وصوره، والاستفادة من تجارب مرحلة الاعوام الثمانية الماضية وتجارب الاخرين، ومتى ما تحققت نتائج ايجابية وطيبة في العراق فأن ذلك من شأنه ان ينعكس على المحيط الاقليمي وابعد من ذلك على المجتمع الدولي، والعكس صحيح. والمهم-بل الاهم-ان تكون نهاية اسامة بن لادن بداية النهاية لظاهرة الارهاب لا في العراق فحسب ،بل في العالم كله.اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha