اسعد راشد
لماذا هذا الاهتمام العراقي الكبير بالبحرين وثورة شعبها ؟
العراقيون كانوا من اكثر الشعوب التي تجاوبت وتعاطفت وتضامنت مع ثورة شعب البحرين المظلوم ‘ والعراقيون كانوا السباقين للخروج في المظاهرات في انحاء العالم وخاصة في اروروبا وكان للمنظمة الدولية لمكافحة التطرف الديني ورئيسها الاستاذ علي السراي الدور الكبير والمستمر في دعم قضية المظلومين في البحرين وفضح جرائم ال سعود والارهاب الوهابي واستبداد ال خليفة في البحرين ‘ هذا التعاطف وهذا الاندفاع في التجاوب مع نداءات الاستغاثة لاهلنا البحرينيين يذكرنا بنضالات تلك الصفوة من الاخيار الذين هبوا بعد مقتل الامام الحسين عليه السلام في كربلاء بتاسيس ثورة التوابين وبها اقتصوا من كل المجرمين والارهابيين والهاربين من العدالة من اتباع الضالين والمضلين المتطرفين في دولة بني امية الارهابية المجرمة .
ان وقفة شعب العراق بكل طوائفه واحزابه ومكوناته السياسية وخاصة دولة رئيس الوزراء السيد المالكي والمناضل الشريف الدكتور احمد الجلبي الذي مازال يلعب دورا كبيرا في ايصال صوت مظلومية شعب البحرين الى اصحاب القرار وكذلك الاخوة المحترمين والمجاهدين في المجلس الاسلامي الاعلى وزعيمه المحترم المجاهد الاستاذ السيد عمار الحكيم وكذلك الافاضل في التيار الصدري وقائدهم المناضل السيد مقتد الصدر وكذلك المرجع الاعلى الكبير الامام السيستاني ومرجعية النجف الاشرف وكذلك العلامة المجاهد الاخوين من بيت المدرسي السيد هادي المدرسي وشقيقه المرجع السيد تقي المدرسي وكافة احرار العراق واعضاء المحترمين والشرفاء في البرلمان العراقي ‘ هذه الوقفة سوف يسجلها التاريخ و ستبقى نقطة مضيئة لن ينساها المظلومين رغم استمرار معاناة أهلنا في البحرين والاعتداءات المستمرة على حرماتهم ومقدساتهم واعتقال ابناءهم وقادتهم ورغم كل ما حل بهم يوميا من ماسي وعذاب وظلم الاحتلال الوهابي الابن لادني الغاشم للبحرين .
ولكن لماذا هذا الاهتمام الكبير من قبل كل ابناء العراق الشرفاء بقضية البحرين وثورة شعبها المظلوم ؟
وهل يكفي ما تم اظهاره ام ان الامر بحاجة الى اكثر بكثير والى ثورة عراقية شعبية على حكام الخليج وعدوانهم واخذ الثأر منهم انتقاما منهم لقتلهم ابناء العراق ايام صدام الغدر والبعث ودعمهم له في قمع الانتفاضة الشعبانية ولاستمرارهم اليوم على نفس النهج الاجرامي في ابادة شعب البحرين الصغير المظلوم؟؟
اعتقد ان الاهتمام العراقي الشعبي والرسمي لثورة شعب البحرين المظلوم نابع من امرين :
الاول: لمظلومية هذا الشعب وتكالب كل قوى العدوان العربية الطائفية انظمة وشعوبا ضده الا ما قل وندر من الشرفاء .. فقد لمس العراقيون بانفسهم كيف تعاطفت كل الشعوب العربية وامهات الفضائيات العربية مع ثورة مصر وقبلها تونس وكذلك مع ثورة اليمن ( رغم التباين في التعاطي مع هذه الثورة ايضا) واخيرا ثورة ليبيا التي كادت ان تقصم ظهر البعير لولا التدخل الغربي وانكشاف عورات الاعراب جميعا وخاصة وعاظ سلاطينهم وجامعة العهر العربية ‘ كما لمس العراقيون بوجدانهم كيف ان كل تلك الشعوب تنكرت وتلك الفضائيات الحقيرة والطائفية تنكرت لثورة شعب البحرين المظلوم وتركتها لقمة سائغة بايدي ذئاب الغدر الخليفي والسعودي وجيش الاحتلال الوهابي القذر حيث كل تلك الشعوب ‘ما عدى القليل ممن بقي لهم وميض من الضمير تنادوا بالاستكار وباستحياء !‘ تشمتت بثوار البحرين المظلومين ووصمتهم بالطائفية ووقفت مع الظلمة والفاجرين والمفسدين وقاتلي النفس المحترمة وزناة الليل .
فيما الشعب العراقي ومؤسساته المدنية والرسمية كلها وقفت بجنب شعب البحرين المظلوم وضحت حتى بمؤتمر القمة لجامعة الدول العربية في بغداد من اجل كرامة ابناء العراق ومبادئهم في الدفاع عن حق الشعب البحريني في نضاله ومظلوميته ورفضهم لكل انواع الظلم وا لاحتلال السعودي والابتزاز العربي بحق العراق ‘ ورأينا كيف ان ا لاقزام في الخليج باموالهم وبنفوذهم غير المشروع في الجامعة العربية تمكنوا من تاجيل والغاء ذلك المؤتمر في بغداد واستطاعوا تمرير طائفيتهم على جامعة هي في الاساس طائفية ونادى للطغاة والمجرمين والسفاحين من اجل رضى الطغمة الفاسدة والمجرمة في البحرين.
الثاني : ان شعب العراق ينظر الى شعب البحرين كما ينظر الى نفسه ولا يجد اي فرق بين ابناء العراق ولا ابناء تلك البلاد المنكوبة الجريحة ‘ حيث ان العراقيين الشرفاء يرون ان البحرين تشكل امتدادا ثقافيا وعقائديا وتاريخيا للعراق وان ابناء البلدين يتمتعان بمشتركات كثيرة قلما تجدها في بقية شعوب المنطقة ولذلك جاءت ردة الفعل العراقية على الاحتلال السعودي وعلى جرائم ال خليفة قوية وسريعة وهي مازلت مستمرة .
نحن نعتقد ان ما قمنا به بحق هذا الشعب المظلوم غير كاف وان حجم الجريمة التي ترتكب في البحرين اكبر بكثير مما قمنا به وتتجاوز العقل والمنطق والتاريخ والانسانية خاصة مع الصمت العالمي المتعمد ومحاولات التهميش المستمرة من قبل الاعراب وعلى رأسهم مهلكة ال سعود الارهابية الوهابية ..
ان حجم الجريمة المرتكبة في البحرين ضد شعبها يتطلب تحركا دوليا وعلى مستوى عال جدا بمستوى الجريمة وتوظيف علاقات المسؤولين بالدول العظمى وخاصة الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الاوربي من اجل الضغط على ال سعود وال خليفة للكف عن جرائمهم بحق اهلنا في البحرين وتوظيف كل ما نملك من اوراق في هذه القضية خاصة وان العراق بعد تحريره من نظام صدام وقيام النظام الديمقراطي يمتلك اوراق كثيرة وقوية لا يملكها احد من الطغاة في المنطقة يمكن الاستفادة منها من اجل قضية اهلنا في البحرين والتي هي قضيتنا ولا نكترث بالمرجفين ولا بما يقوله المتقولين !ان اكبر ورقة التي بيدنا هي ورقة "العراق" تاريخا وموقعا وثروة وشعبا واخيرا التواجد الامريكي الذي يريد ان يبقى بين ظهرانينا دون ان يراعي مصالحنا وطلباتنا وما نريده كشعب له كلمته ورأيه !وكما قلت ان توظيف علاقة المسؤولين والمؤسسات الرسمية والمدنية بالقوى الدولية وخاصة امريكا في سبيل نصرة شعب البحرين يجب ان يكون في الاوليات وعلى رأس القضايا وبعدها تهون كل الامور لان نصرة المظلوم فيها من الفرج لهمومنا قبل هموم الغير وفيها رحمة نازلة من السماء علينا كما جاء في الروايات والاحاديث الكثيرة في هذا الخصوص ويكفي ان نعلم ان "الملك يبقى مع الكفر ولا يبقى مع الظلم" !
اننا هنا نطلب من الشرفاء سريعا وقبل فوات الاوان وخاصة اؤلئك المؤمنين بقضية مظلومية اهلنا في البحرين بتشكيل لجان عراقية ينضم اليها مسؤولين من وزراء ونواب وشخصيات من مؤسسات المجتمع المدني لمحادثة الامريكيين والغربيين وحتى ان تطلب الامر الضغط عليهم من خلال مصالحهم في العراق من اجل ان يتحركوا سريعا لوقف الانتهاكات والجرائم التي تحصل في البحرين والشروع فورا باتخاذ اجراءات عملية تكون ملموسة على واقع الارض من خلال اطلاق سراح كافة المعتقلين والسجناء واعادة الامور الى ماقبل يوم الاحتلال السعودي والبدأ بمحاسبة كل المجرمين والمنتهكي لحقوق الانسان في البحرين .
ان اي رفض لمثل هذا التحرك العراقي الشريف يجب ان يقابل باتخاذ اجراءات مقابلة و فورية سواء ضد من له نفوذ على الاحتلال السعودي والمجرم الخليفي او مباشرة ضد هذا الاخير حيث على ضوء ذلك يمكن اتخاذ اجراءات اخرى وقرارات اكثر تأثيرا مثل اعلان التحالف مع ايران وتشكيل وحدة مؤسساتية في بعض الجوانب كما طالب بذلك اخير رئيس اركان الجيش العراقي بابكر زيباري بتشكيل منظومة امنية مع ايران .
https://telegram.me/buratha