بقلم أبو سجاد السلمان
تم القضاء على اسامة بن لادن بعد رحلة طويلة من البحث التي دامت سنوات طوال لألقاء القبض على هذا الشخص.. الذي هو في الواقع كان يعمل لحسابهم في سنوات احتلال اتحاد السوفياتي لأفغانستان أنذاك.. بن لادن شخصية مشبوهة ومؤسسة تنظيم القاعدة. هذا التنظيم قام بأعمال ارهابية متعددة وراح ضحيتها الملاين من الأبرياء من أبرز الشعوب التي لاقت الويل من هذ التنظيم هي افغانستان والعراق وكثيرا من الدول.. اسامة بن لادن ورقة أمريكية رابحة دائما وبامتياز.. فوتر تنظيم القاعدة كانت امريكا دائما تتغنى به وقامت باحتلال العراق وافغانستان لهذا الغرض.. وفي نفس الوقت كانت تحاول السيطرة الكاملة على منطقة الشرق الأوسط وذلك لأضعاف المقاومة الإسلامية التي تهدد أمن أسرائيل ..
من هذا الجانب كانت امريكا تريد وضع المقاومة الإسلامية وتنظيم القاعدة الأرهابي تحت كفة واحدة وذلك لخلط الأوراق على الرأي العام وتنظيم القاعدة قام بهذا الواجب على أكمل وجه بتشويه صورة المقاومة بأعماله الأجرامية التي تخدم سياسة أمريكا وحلفائها ومصالحهم في المنطقة وخدمة الكيان الصهيوني الغاصب الذي لا يتوانى من سلب الأراضي الفلسطينية على مرئ ومسمع العالم بأسره.. ومع كل هذه الخدمات التي قدمها اسامة بن لادن واتقانه للتنفيذ بتشويه سمعة كل شيء يتعلق بالمقاومة بل حتى بالإسلام نفسه.. لقد جعل صورة الإسلام اشبه بالوحش الذي يحمل سكين ويقطع رقاب الناس .. طبعا في الحقيقة يقطع رقاب المسلمين حصراً وما جرى في العراق ليس ببعيد من قتل وتهجير واغتصاب وذبح وأرهاب منقطع النظير ..
في واقع الأمر بن لادن لم يشكل تهديدا الى أسرائيل لا من بعيد ولا من قريب ولم نسمع يوما انه قام بعملية تذكر ضد إسرائيل وانا اتحدى اي شخص يتبجح بأبن لادن ان ياتي بدليل واحد يثبت ذلك , ولقد كان على عكس ذلك.. كان يشكل تهديد مباشر الى الإسلام بأسره.. وليس أمن اسرائيل او أمريكا!! وأنه صفحة سوداء من صفحات أمريكا التي قامت بصناعة هذا الشكل والمضمون والفكرة والآلة الخطيرة التي تحصد أجساد الناس الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ.. وها هي اليوم تقوم بأنهاء هذا المسلسل القذر الذي اتسم بلغة الدم والسير على جماجم الأبرياء لكي تكمل استراتيجيتها العفنة ..وانشاء سيناريو آخر ربما يكون بل يكون أكثر وأكثر وحشية ودموية ,وصناعة مجرم آخر يجيد الرقص على جليد السياسة التي تخدم مصالحها التي طالما قدمت الغالي والنفيس لبقائها مثل الغدة السرطانية على صدور الأمم المستضعفة.
فسياسة النهب لثروات الأمم هي من جعل أمريكا وأمثالها قوى عظمى برعاية حكام لا يجيدون سوى الركوع الدائم والطاعة المطلقة, امريكا استطاعت ان توهم العالم بأن المقاومة هي أرهاب, وذلك بقيادة بن لادن وأزلامه الذين استباحوا حرمات الأسلام وقتلوا النفس المحترمة, .. لكن أمريكا لم تضع بحسباتها ان الشعوب أدركت فساد هذا اللعبة النتنة التي رائحتها أزكمت الأنواف وأمست اوراقها مكشوفة, من شعارات خاوية وحكام عملاء ووعاظ سلاطين وعصابات تدعي الأسلام .أمريكا ادركت ان المقاومة لا تقتصر على فئة معينة وأنما هي امتداد تاريخي متسلسل من جيل الى جيل يحمل في طياته أسمى معاني القيم الأخلاقية والإنسانية والتي هي في الحقيقة من وحي القران المنزل على رسول الرحمة محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم) .
ان ديينا الأسلام دين السلام دين المحبة .. وليس ما يفعله بن لادن وتنظيمه المشبوه, اليوم هو خارج الخدمة بعد انتهاء سنوات العمل المضني لخدمة (CIA) وهذا ليس غريب فأسياده في شبه الجزيرة العربية آل سعود وأمثالهم باركوا هذا المجهود وشدوا على يديه وازروه لقد قدموا له الدعم بكل المجالات وهم شركائه في السراء والضراء ما دام هناك عرق أمريكيُ بنبض.. فموت بن لادن ليس جديد .. لكن الجديد بن لادن خارج الخدمة.
https://telegram.me/buratha