ابراهيم احمد الغانمي
فقط الاغبياء والمفغلين يمكن ان يصدقوا حقيقة السيناريو الامريكي لقتل زعيم تنظيم القاعدة الارهابي اسامة بن لادن في باكستان الاسبوع الماضي.لايمكن لغير الاغبياء والمغفلين جدا جدا ان يصدقوا ماحصل بكل ما فيه ووفق ما اعلنت الولايات المتحدة الامريكية، فهذا السيناريو يشبه الى حد بعيد سيناريوهات افلام هوليود ذات الطابع الخيالي البطولي.كيف يمكن ان نصدق ويصدق ملايين او مليارات الناس في العالم ان امريكا التي تدعي بأنها قادرة على كل شيء عجزت عن الوصول الى اسامة بن لادن طيلة الاعوام العشرة السابقة، اي منذ تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر من سنة 2001.وكيف يمكن لنا ان نصدق انه لا السلطات الباكستانية ولا المخابرات الامريكية كان تعلم بوجود اسامة بن لادن في قصر كبير وفاره في مدينة لاتبعد سوى خمسين كيلومترا عن العاصمة الباكستانية اسلام اباد.يمكن للعقل ان يستوعب انه كان من الصعب الوصول الى ابن لادن عندما كان مختبئا مع اعوانه وانصاره في جبال تورا بورا بأفغانستان، ولكن لايمكن للعقل ان يستوعب صعوبة الوصول اليه وهو موجود مثل اي شخص عادي وسط باكستان، لا في الجبال ولا في الصحارى ولا في انفاق ودهاليز تحت الارض.وهل من المعقول ان المخابرات الامريكية التي نفذت عملية الهجوم على المكان الذي كان يتواجد فيه عجزت عن اعتقاله لذلك اضطرت الى قتله، وهل من المعقول ان مواجهة مسلحة دامت اربعين دقيقة بحسب الروايات الامريكية انتهت من دون ان تسيل ولا قطرة دم اميركية واحدة، اي انه لم يقتل ولايجرح اي عنصر من عناصر القوات الخاصة الاميركية التي نفذت العملية، في ذات الوقت لم يكن ممكنا القاء القبض على بن لادن.وهل يعقل ان السلطات الباكستانية لم تكن على علم بكل ما جرى على اراضيها وعلى مسافة غير بعيدة من عاصمتها السياسية التي فيها مقر الدولة والحكومة بكل اجهزتها.واي عاقل وهو يسمع بهذا السيناريو لابد ان يقول ويستنتج ان الولايات المتحدة ارادت ان تضحك على الذقون، بهذا السيناريو، وهي تعمدت التخلص من بن لان، لتضيع الكثير من الخفايا والاسرار التي تمكن ان تكشف سياساتها التي تسبببت بوقوع الاف او ملايين الضحايا، وهي تعمدت ان تتخلص بن لادن في هذا الوقت بالذات لتحقيق مكاسب سياسية معينة للادارة الديمقراطية بزعامة باراك اوباما.واما باكستان فأنها تنصلت وادعت عدم علمها بالعملية وادانت التدخل الامريكي وانتهاك سيادتها، لانها تدرك جيدا ان تنظيم القاعدة سيحولها الى مقبرة انتقاما لمقتل بن لادن، وهي تمثل خط المواجهة الاول للقاعدة.وباكستان هي الاخرى ارادت ان تضحك على الذقون ليصدق العالم ما تدعيه، والمشكلة ان واشنطن مازالت تتصور انها الاذكى والاقوى والاقدر، والاخرون اغبياء ومغفلون وسذج وما عليهم الا ان يصدقوا ما تقوله وتفعله وتدعيه بدون تفكير ولا تمحيص ولا تحليل، واسلام اباد حاولت ان تقلد سيدتها واشنطن.وعلى العالم ان ينتظر سيناريو من نوع اخر وبنفس السذاجة والسطحية للتخلص من الزعيم الجديد والمتوقع لتنظيم القاعدة الا وهو الدكتور ايمن الظواهري!.
https://telegram.me/buratha