حسن البحريني
مفارقات مذهلة ان يقوم السعوديون بالترحم على ارهابي كان متورطا في قتل الالاف من البشر ونشر ثقافة الكراهية في العالم من خلال خطاباته واتباعه وجيوش من خلاياه النائمة والقائمة في اغلب بقاع الارض ..
ابن لادن مرّ من هنا! نعم مر من ميدان اللؤلؤة وهتف بفسطاطين ‘ فسطاط قدمه لنفسه وللنظام الذي استجلبه ولاتباعه ووجه خطابا حماسيا حاملا سلاحه بيده اليمنى و"الكتاب" بيده اليسرى ‘ وفسطاط وضعه "لليهود والنصاري و( المجوس) الشيعة؟" حيث قال وبصوت عال الفسطاط "البحريني" لا يتسع الا لمن اعطى الولاء للامير ولا مكان لغير الموالين ومن ابى فالسيف!
هذه هي الحقيقة حيث البحرين غدا اليوم في قبضة ذلك الفسطاط الذي عرف بانه "سلفي" وقاعدي والذي اعلنه ابن لادن يوم غزوته لنيويورك ودكه لبرجين عالميين وتسويته بالارض ومعه الالاف من الضحايا ‘ تلك الغزوة تكررت في البحرين يوم غزت قوات "اَل ابن لادن" عفوا ال سعود ميدان اللؤلؤة ـ او كما يسيمه الثوار البحارنة ميدان الشهادة ـ ودك "برج" اللؤلؤة وتسويته ايضا بالارض وقتل الابرياء من الذين كانوا يحتمون بذلك "البرج" ‘ لذلك فلا عجب ان يهب السلفيون في البحرين بل وفي كل بلاد العرب والمسلمين بالترحم على ابن لادن هذا المجرم الارهابي الذي لم يسلم من اجرامه الصغير والكبير رجالا ونساءا ‘ ولا غرابة ايضا ان يصلي السلفيون وبلطجيتهم من اتباع السعيدي صلاة الغائب على ذلك النافق على غرار ما فعله سلفيوا مصر حيث حملوا صور ابن لادن وصلوا عليه في جامع النور في القاهرة !
اذن ليس مصادفة ان يقول ذلك السلفي الذي كان مرتديا بزة عسكرية سعودية وملثما وهو وافقا على حطام "برج" اللؤلؤة في يوم "الغزوة" المشؤومة ان "البحرين (سنية) لا لليهود لا للمجوس ـ يصعب عليه ان يقول الشيعة ـ لا للنصارى " في تناغم واضح مع خطاب ابن لادن ونهجه بل وطريقته في التدمير والقتل والتطرف الديني الذي اصحب شعار الغزاة واذنابهم من العصابة الحاكمة العميلة في البحرين مع ملاحظة اننا نرفض الطائفية وكل ذلك الخطاب الطائفي وشعار ابناء البحرين كان ومايزال "اخوان شيعة وسنة هذا الوطن مانبيعه".
ابن لادن كشخص قد نفق ولحق بالطغاة والمجرمين ومزابل التاريخ ولكن يبقى هذا الارهابي حاضرا كنهج متجدد في سلوك اتباعه وقد كان حاضرا رغم غيابه قبل نفوقه في ثورة البحرين وبالذات يوم الغزو السعودي السلفي للبحرين واعتدائهم الغاشم على المتظاهرين المسالمين ورفع اولئك الغزاة شعار "ابن لادن" في التطرف ونفي الاخر والغاء كل من لا ينتمي الى فسطاط النظام ‘ وقد لوحظ ذلك في طريقة التعاطي مع المشهد السياسي البحريني ومع طقوس اهل البلد الدينية التي هي في نظر اتباع ابن لادن والمترحمين عليه من السعوديين والخليفيين بانها شركية ولم يجدوا بعد ذلك بدا من الاقدام على تدمير وحرق عدد كبير من مساجد اهل البحرين وحسينياتهم .
وهنا يتسائل المرأ لماذا ترحم السلفيون على ابن لادن رغم ان الرجل عرف عنه بانه ارهابي وقد تلطخت يداه بدماء الالاف من الابرياء في كل مكان في امريكا وفي بريطانيا وفي اسبانيا وفي اندونيسيا وليس اخيرا في العراق واخيرا في البحرين على ايدي الغزاة السعوديين الذين هم من السلفيين العتاة وقد اثبتوا ذلك من خلال اعتداءاتهم على المواطنيين ودور عباداتهم واطلاقهم لاوصاف ونعوت تعكس ثقافة القاعدة وابن لادن مثل "الروافض " او "المجوس" وما اشبه ؟
ان الترحم على ابن لادن من قبل السلفيين ووصفه بانه شهيد امر ليس بجديد على مثل هذه الفئة التكفيرية خاصة اذا علمنا ان في البحرين رفعت صورة ابن لادن في فترات مختلفة وقد تعاطف السلفيون فيها مع هذا المجرم وقاموا في احدى المناسبات بنحر "جندي" وهمي على شكل دمى لامريكي وعلى مراى ومسمع الرأي العالم واليوم هؤلاء السلفيون يقتحون مساجد اهل البحرين وحسينياتهم ويحطمونها ويعيثون فيها فسادا وبتزامن مع احداث مشابهة قام بها السلفيون في مصر بالهجوم على اضرحة لاولياء صالحين وتدميرها وتكفيرهم للصوفيين هناك ‘ حتى اقامة صلاة الغائب التي اقامها هؤلاء المتطرفون في القاهرة على روح ذلك الشيطان المارق لقي تحسين من نظائرهم في البحرين وقد ترحموا عليه في منتدياتهم ولا غرابة بعد ذلك في اقامتهم ليس فقط لصلاة الغائب عليه بل تقليده في سلوكاتياته المتطرفة وتطبيق نهجه الارهابي ‘ والجدير بالذك ان خبر اقامة صلاة الغائب على الروح الشريرة لابن لادن في مصر قد جاء على شاشة قناة الجزيرة هذا المساء ـ 6/5/2011 ـ وقد اقامه عدد قليل من اتباعه السلفيين في مسجد النور في القاهرة .
ان يترحم السلفيون على ابن لادن رغم علمهم بان هذا المجرم الارهابي قد سفك الدماء وادخل العالم في صراع الحضارات بسبب خطابه التكفيري والغاءه للاخر فهو قمة في الاستهتار والاصرار على البغي ودليل دامغ على ان هذه الفئة الارهابية لن تتخلى عن معتقداته المتطرفة وانها مازالت تؤمن بنهج الاقصاء والقتل وانها تمارس اسلوب التورية والتقية في اخفاء حقيقة ما يؤمنون به حيث في العلن يقولون شيئا وفي الباطن لهم امر يختلف !
فهل يعي العالم كيف مرّ ابن لادن من هنا! اي من دوار "اللؤلؤة" ؟ ويتذكر ذلك البرج الديمقراطي الذي التف حوله المسالمون من اهل البحرين وهم يطلقون شعار السلمية السلمية والحرية الا ان يد الغدر والارهاب الخليفي والسعودي السلفي وعلى نهج ابن لادن قد خرجت بطعنتها لتدك البرج ومن "فيه" لتحول البحرين الى "مملكة الرعب" والتكفير والتقتيل والفسطاط السلفي .
حسن البحريني كاتب من السويد
https://telegram.me/buratha