المقالات

ملف لا يعجب الخطباء /

666 10:57:00 2011-05-07

حافظ آل بشارة

لماذا يتلهف الجميع للتحدث عن انسحاب القوات الاجنبية من العراق ولا يميلون الى التحدث عن اعادة بناء القوات المسلحة للبلد ؟ اي الملفين أهم ؟ السبب ان ملف القوات الاجنبية يوفر فرصة للمزايدات والرياء السياسي ورفع شعارات التحرير والمتاجرة بها ، اما مشروع تأسيس قوات مسلحة وطنية قوية فهو مشروع لا يفضل احد الخوض فيه لانه حافل بالمتاعب ولا يحقق دعاية لاي طرف ويحتاج الى عمل دؤوب وصامت وخلف الكواليس ، القضية التي تحقق المزايدات والدعاية وحدها تحظى بالاهتمام ، ملف القوات المسلحة يبدو شائكا ومملا ، تبدأ المشكلة من تعيين الوزراء الامنيين فتتحول الى أزمة سياسية ليس لها حل وتصلح قضية كهذه لكشف مدى فقدان الثقة بين الاطراف السياسية ، اذا لم تفلح القوى الوطنية في اختيار الوزراء الامنيين فكيف تفلح في انجاز الفقرات الأخرى الاكثر تعقيدا في اعادة تأهيل القوات المسلحة لتحل محل القوات الاجنبية . الخطوة الاولى والاكثر اهمية اعادة هيكلة الوزارات المختصة لتكون مهمتها تنفيذ برنامج دفاعي وليس قوة تحشد وهجوم في الداخل والخارج كما كانت في عهد النظام السابق ، يفترض رسم اطار ثقافي للجندي او الشرطي او رجل الأمن وتعبئتة بما يحقق الاستعداد الدائم للعطاء وتحمل المسؤولية ومواجهة الاخطار بشجاعة وروح معنوية عالية ، العقيدة الاسلامية وثوابتها من اعظم المدارس في اعداد الجندي الشجاع ورفده بروح الايثار والفداء ، لابد للجهات المعنية من تحديد الهوية الثقافية للقوات المسلحة ، بالشكل الذي يجعلها فوق الميول والاتجاهات ، ويجب ان يرافق الاعداد الثقافي الاعداد القتالي والتسليح الذي قد يتحول الى ملف خلاف آخر ، فان تكوين منظومة تسليح حديثة يقتضي انجاز اتفاقات لها بعد سياسي وآخر تجاري ، فالبلدان المصنعة للسلاح تتولى تسليح الدول الصديقة وفق رؤيتها الدفاعية كما تفكر بما يترتب على تلك الصفقات من ارباح طويلة المدى لصالح شركاتها ، لكن في الوقت نفسه تبقى للبلد المستفيد مساحة واسعة من الخيارات والبدائل ، وهنا تلعب الخلافات السياسية دورها في اضعاف قدرة الاتفاق على منظومة تسليح رصينة وقوية . كما ان وجود مؤسسة الاستخبارات امر في غاية الأهمية وغايتها منع الجريمة قبل وقوعها ، فتفوق القوات المسلحة لا يقاس بمدى قدرتها على رد العدوان بل بقدرتها على اجهاض العدوان قبل وقوعه ، وهذا يعني ان الاستخبارات نصف المعركة وهي مؤسسة صعبة البناء تلزمها جهود نوعية متواصلة ، ولا يمكن استكمال تأهيل العنصر البشري الا بتطهير القوات المسلحة من عناصر الاختراق الامني او الفساد المالي والاداري وابعادها عن الصراعات السياسية . في الجيوش الحديثة يجري التركيز على البناء النوعي بشريا وتسليحيا وليس العدد ، وخير معبر عن هذه القاعدة قوله تعالى : (ان يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مئتين) فليس القوات المسلحة فرصة عمل متاحة لمن لا عمل له ولا هي مكان للبطالة المقنعة او المحسوبيات . هذا الملف مفتوح وينتظر مبادرة وطنية .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك