كامل محمد الاحمد
مشكلتنا نحن المجتمعات الشرقية نغرق انفسنا بأنفسنا بالمشاكل والازمات والخلافات والحروب والصراعات الدموية وغير الدموية التي لاتحدها حدود، وتأتي دائما على الاخضر واليابس، وعندما يتفق المختلفون والمتصارعون بفضل وساطات اقليمية ودولية ومفاوضات تمتد لفترات طويلة، تصور الامور وكأن هؤلاء المختلفون والمتصارعون فيما بينهم على اتفه الامور حققوا فتحا وانجازا تأريخيا متناسين انهم لو كانوا يتمتعون بالحكمة والبصيرة ونكران الذات والتفكير بالمصالح العامة اكثر من الخاصة لما وصلوا الى ماوصلوا اليه ولما كانوا بحاجة الى وساطات الاخرين ومفاوضات مارثونية تتيح لاكبر والد الاعداء ان يتدخلوا ، والفصائل الفسلطينية التي وقعت قبل عدة ايام اتفاق مصالحة في مصر خير دليل على ذلك، فهذه الفصائل نسيت تقريبا ان فلسطين محتلة من قبل اليهود وان الكيان الصهيوني هو العدو الاول، وان كل شخص يسقط سواء كان من فتح او من حماس هو فلسطيني وعربي ومسلم في النهاية، وهذا مايفرح الكيان الصهيوني ومن يقف الى صفه ويدعمه ويسانده. ونسيت ان نفس الاطراف التي توسطت فيما بينها هي التي اثارت الفتن واججت الخلافات والصراعات وسفكت الدم الفسطيني وازهقت الارواح الفلسطينية البريئة. والوضع الفسلطيني ليس هو الوحيد في عالمنا العربي والاسلامي ، فهناك السودان وهناك الصومال وهناك لبنان وهناك العراق وهناك اليمن والقائمة مفتوحة وخصوصا وان الهزات والزلازل الحاصلة في عالمنا العربي كبيرة وخطيرة جدا.وفي العراق مازلنا نتحدث كثيرا عن المصالحة وسنبقى نتحدث عنها الى امد غير معلوم، ولكن لن نطبقها على ارض الواقع ، لاسباب كثيرة جدا، اولها واهمها وابرزها هو فقدان الثقة بصورة شبه تامة او تامة، والتقولب في اطار المصلحة الخاصة، على صعيد الاحزاب او المكونات الصغيرة او الاشخاص، والاكتفاء برفع المصلحة العامة كلافتة وشعار للاستهلاك لا اكثر ولا اقل. والا لماذا لم يكتمل تشكيل الحكومة بعد مرور سنة وثلاثة اشهر على اجراء الانتخابات، ولماذا تسير كل الاوضاع الى الوراء بدلا من الاتجاه الى الامام؟. ولماذا لم نغادر لغة المؤامرات والتسقيط والتشهير والتخوين رغم اننا ندعي اننا شركاء في الوطن واننا نؤمن ونطببق مبدأ الشراكة في ادارته؟.بماذا نختلف عن الفلسطينيين، فنحن ذهبنا الى شرم الشيخ والى مكة المكرمة والى اسطنبول والى واشنطن والى عمان والى استكهولم والى اربيل وتحاورنا وتناقشنا وتعاهدنا وابرمنا وثائق واتفاقيات وبقيت وستبقى حبر على ورق لان العبرة ليست في التواقيع بل في النوايا.واذا بقيت المصلحة متقدمة على ما سواها فأن الوصول الى المصالحة يكون ضرب من الخيال، ولكن اذا تقدمت المصالحة وتوفرت لها ظروفها وارضياتها المناسبة فهي ستؤدي الى ضمان المصلحة -مصلحة الجميع((6/ايار/2011م).
https://telegram.me/buratha