محمد التميمي
لو كانت العملية قد حصلت في سجن بأحدى المحافظات لقلنا ان ذلك شيء طبيعي وممكن ان يحصل بسبب الاختراقات والتواطئات وضعف الاجراءات الامنية وقلة الخبرات، ولكن ان يحصل في قلب وزارة الداخلية التي تقع وسط العاصمة بغداد فهذا امر يحتاج الى وقفة ، ووقفة طويلة جدا.في كل المرات العديدة التي حصلت حالات هروب او محاولات هروب سجناء من سجون في الموصل وتكريت والبصرة ومحافظات اخرى، كان كبار المسؤولين السياسيين والامنيين في الدولة يبررون ذلك بوجود عناصر تنظيم القاعدة وبقايا حزب البعث الصدامي في هذه المحافظات واختراقهم الاجهزة الامنية والعسكرية، ويقومون بتوجيه اصابع الاتهام والتقصير واللوم الى مسؤولي الحكومات المحلية والاجهزة الامنية فيها وعموم الناس حينما تسمع ذلك تقتنع به وتصدقه بنسبة كبيرة.والان وبعدما وصلت الامور الى قلب وزارة الداخلية المحصن والذي من المفترض ان العناصر العاملة فيها من العناصر النزيهة والموثقة والحرفية والمهنية والشجاعة، فأن اي تبرير يطرح لن يكون مقبولا ابدا، والرواية التي ذكرت عبر وسائل الاعلام ووردت على لسان كبار مسؤولي وزارة الداخلية وقيادة عمليات بغداد هي في الواقع رواية مضحكة، وتشكل ادانة كبيرة جدا جدا للوزارة من اكبر مسؤول فيها الى اصغر منتسب، اذ كيف يمكن لمعتقل خطير ارتكب قبل عدة اشهر جريمة بشعة وهي تفجير كنيسة سيدة النجاة وقتل عشرات الناس الابرياء ان يكون في وضع مريح بحيث يستولي على سلاح احد الحراس، لتندلع معركة بين الارهابين المسجونين وحراس وادارة السجن، وحتى لو تم قتل كل المجرمين السجناء فأن مقتل مدير السجن وهو برتبة عميد من قبل الارهابيين شيء خطير جدا ويعكس وجود خلل حقيقي، فاليوم قتل ضابط برتبة عميد ، وغدا يمكن ان يقتل وكيل الوزارة ، وبعدها يمكن ان يصل الدور الى الوزير، الا اذا قيل ان الوزير قابع في المنطقة الخضراء ولايصل الى وزارته الا نادرا وبصورة خاطفة وسريعة وخلسة. ما الذي سوف يفعله دولة رئيس الوزراء بأعتباره القائد العام للقوات المسلحة، وبأعتبار وزير الداخلية وكالة، هل سيعاقب احد ام يفصل احد او يرمي بأحد في السجن، ام انه سوف يأمر بتشكيل لجنة تحقيقية يطويها الاهمال والنسيان بعد فترة قصيرة حالها حال مئات اللجان التحقيقية؟.
https://telegram.me/buratha