خضير العواد
القضية البحرينية من القضايا الشائكة التي يصعب حلها بسهولة , لأن مصدر القرار لهذا البلد لم يكن في من الأيام داخل دولة البحرين بل هو في الرياض دوماً لأن الرياض تعتبر البحرين من توابع السعودية لما للبحرين من أهمية تؤثر على الداخل السعودي بل و يهدد مستقبل العائلة المالكة هناك , لهذا السبب تتدخل السعودية في كل شاردة وواردة من قضايا البحرين وهذا كله نتاج صغر المملكة البحرينية من الناحية البشرية والمادية والموقع الأستراتيجي وتركيبة شعب البحرين المسلم التي تشابه تركيبة الشعب السعودي القاطن في المنطقة الغنية بالنفط المحاذية للبحرين , فأي تغير في هذه الجزيرة الصغيرة سوف يؤثر بشكل مباشرعلى الداخل السعودي ,أذن فأي حل يطرح يجب أن يمرر من خلال الرياض لا المنامة لأن الأخيرة ليس لها قرار مستقل بأي قضية من قضايا البحرين الأستراتيجية , لذا فكل الوساطات أو المبادرات التي تطرح لكي تحل المشكلة البحرينية سوف تكون وقتية وليس لها بعد زمني بألأضافة الى عدم حصول الشعب البحريني على أهم حقوقه المشروعة وهو تنحية رئيس الوزراء وتكوين حكومة جديدة تلبي مطالب الشعب لأن الأخير لايؤثر عليه أحد الأ المملكة العربية السعودية هي الوحيدة القادرة على تنحيته من رئاسة الوزراء البحرينية .فجميع المبادرات التي تطرح أن كانت من قطر أو الكويت أو غيرها من الدول سوف لا يرافقها النجاح لأن عوامل نجاحها لا تملكها هذه الدول وأفضل مايقال عن هذه المبادرات أفضل من لا شئ , فأذا أريد للقضية البحرينية أن تنتهي بشكل أيجابي للشعب وتحقيق كل مايصبوا أليه وضحى من أجله يجب علينا ان نراعي ثلاث نقاط :أولاً :الحراك الشعبي يجب أن يستمر في داخل البحرين بأنتفاضته وتضحياته وأن تتصاعد يوم بعد أخر وأن تتنوع طرق الرفض للسلطة الحاكمة مع تسجيل كل ممارسات الحكومة ضد الشعب البحريني الأعزل المسالم مع أظهار فعاليات الثورة الى العالم بأي طريقة كانت وأهمها الفضائيات والأنترنيت, وأهم عامل في هذا النقطة هو الصبر , لأنه عامل مهم جداً في هذه المرحلة لأن الذي يمتلكه سوف ينجح وأي جهة عندها مطاولة أكثر سوف تستجيب الأخرى لشروطها (ولاتهنوا في أبتغاء القوم أن تكونوا تألمون فأنهم يألمون كما تألمون وترجون من ألله مالا يرجون وكان ألله عليماً حكيما) (النساء 104)والشعب البحريني صبر وضحى وأنشاء الله سوف يصل الى مبتغاه فأستمرارية الثورة وهيجانها من أهم العوامل التي توصل الشعب البحريني الى أهدافه , فأخماد الثورة يعني ذهاب كل شئ وأرجاع الحالة الى أسؤ ما يمكن وهذا لايبتغيه أي حر للشعب الصامد في البحرين .ثانياً : الضغط على المملكة السعودية بكل الوسائل المتاحة فمثلاً الدول المهتمة بأوضاع البحرين وما يرافقه من أنتهاك حقوق الأنسان للشعب هناك عليها أن تثير عملية الغزو السعودي على مملكة البحرين في المحافل الدولية بألأضافة الى دعم كل الفعاليات التي ترفض الغزو السعودي للبحرين وخصوصاً المظاهرات التي تخرج يومياً في المنطقة الشرقية للملكة السعودية وباقي بلدان العالم التي تندد بتواجد الجيش السعودي في البحرين , تفعيل قضية الغزو وما يرافقها من أنتهاك لحقوق الأنسان في مؤسسات الأتحاد الأوربي وكذلك أمريكا التي تعتني بحقوق الأنسان والحريات الشخصية من خلال تقديم الادلة التي تظهر بشاعة وأجرام القوات السعودية بحق الشعب البحريني المسالم مع توثيق هذه الأدلة وتقديمها كقضية الى محكمة لاهاي التي تختص بجرائم الحرب وأنتهاكات حقوق الأنسان , ويفعل هذا العامل من خلال محبي السلام في العالم والجاليات العربية والاسلامية التي تتعاطف مع مطالب الشعب البحريني العربي المسلم بالتناسق مع داخل البحرين .ثالثاً : الضغط على الحكومة البحرينية من خلال فضح ممارساتها التعسفية والعنصرية أتجاه ألغالبية العظمى من الشعب , وهذا يتم من خلال التحركات الدبلوماسية والفعاليات الشعبية ورفع مظلومية هذا الشعب وما يعانيه الى المؤسسات الدولية التي تعتني بحقوق الأنسان كمجلس الأمن والأمم المتحدة بالأضافة الى الجامعة العربية , والتأكيد على أحقية مطالب الشعب البحريني العربي المسلم للعالم بأسره وخصوصاً الشعوب العربية , بألأضافة الى الفعاليات الشعبية التي تتنوع من خلال المظاهرات وأستخدام جميع وسائل الأعلام لأطلاع العالم بما يعانيه الشعب البحريني مع توضيح الصورة لشعوب الخليج على حقيقة الثورة البحرينية والتأكيد على العوامل المشتركة مابين هذه الشعوب لكي يتم كسب تعاطفها ورفضها لممارسات حكامها أتجاه ما يجري على هذا الشعب العربي المسلم , الأتصال بجميع المؤسسات الأنسانية من منظمة حقوق الأنسان وأطباء بلا حدود وغيرها من المؤسسات التي تهتم بالشأن الأنساني والحقوقي و الضغط على حكومات الاتحاد الأوربي و أمريكا من خلال مؤسساتها الأنسانية والجاليات العربية والأسلامية وشعوبهم المتعاطفة مع القضية البحرينية ويجب أن تستمر هذه الفعاليات ولا تهدئ حتى يحصل الشعب البحريني على جميع حقوقه المشروعة .من تفعيل هذه النقاط الثلاث سوف يحصل الشعب البحريني على كامل حقوقه المشروعة أما المبادرات الأخرى فهي حلول مؤقتة تأخذ بعض الوقت ومن ثم تعود الأحداث من جديد, فالحل الحقيقي يجب أن يمر في الرياض لأعتبارها صاحبة القرار الرئيسي في القضية ولايمكن حصول موافقة الرياض على مطالب الشعب البحريني ألا بأرغمها بكل الوسائل المتاحة كما حدث في كثير من التجارب السابقة كالبنان واليمن والعراق عندها سوف تكون الرياض أمام الأمر الواقع فتضغط على حكومة البحرين للأستجابة لمطالب الشعب ,الذي ضحى كثيراً فما عليه إلا أن يصبر حتى يصل الى أهدافه المشروعة وهو العيش في بلد تقوده حكومة تحترم شعبها وأهلها والجميع سواسيةأمامها والأفضلية للذي يقدم ويعمل من أجل شعبه ووطنه .
https://telegram.me/buratha