حسين الاركوازي
التطورات السياسية التي طرأت في الآونة الأخيرة اجتاحت اغلب الدول العربية ومطالبة التغيير التي جاءت من قبل شعوب تلك الدول فرضت طوقاً لنظام جماهيري جديد يهز أركان النظام الحاكم. فما يحصل في البلاد العربية من يمن وليبيا وبحرين ومصر وسوريا وغيرها من الدول التي تكون في طابور الانتظار من تسارع وتيرة الإحداث ما بين الشعوب والأنظمة الحاكمة أدت إلى اختلاق تجاويف سياسية وانعدام تناسق سياق سيطرة تلك الأنظمة الحاكمة . فبوجود أزمات سياسية أكثر تعقيداً في الخليج العربي جعل تلك الدول في حالة اهتزازات غير مستقرة إلى إن تصل الحالة بتغير منطق النظام الحاكم إلى نظام جماهيري حاكم ... فتلك التطورات التي تتعالى فيها أصوات الشعوب ومطالبتها في التغيير جعلت واقع الخليج العربي يأخذ مجرى جديد ليسمى الخليج العربي الجديد .. فما يحدث في ليبيا الآن من شن هجمات من قبل قوات ما تسمى ( قوات التحالف) جاءت من باب مساعدة الشعب لاتخاذ القرار وليس النظام الحاكم وتسليم باقة الحرية والديمقراطية بيد الشعب الليبي .. ولكن لو نرى هذه الإحداث الجارية بمنظار أخر سنرى أنها مسرحية ألفتها عدوة الشعوب أمريكا تمهيداً لواقع عربي جديد غير متين ومن الممكن السيطرة عليه كما هو سابق ولكن الواقع الجديد يكون مطعم بكلمة الحرية والمساواة والعدالة وبشكل علني .لكن ثمرتها تجعل تلك الشعوب العربية ضعيفة لا تستطيع مساندة بعضها وهذا شيء خطير جداً في حالة لو تمكن هذا الوباء إن يصيب العالم العربي وبدون استثناء . وبدون وجود مصل لها تجعل من هذه الدول دمى تتحرك يميناً ويساراً بأصابع يهودية ... فأن قالت... كلا ... قالوا ... كلا ... والدليل فأن القوات العربية المساندة المرسلة إلى ليبيا هدفها الوحيد هو تركيع الشعب الليبي وليست أمداد يد المساعدة . فهذا الوباء لا بد من وجود مصل له أو لا بد أن يكون هنالك جدار ناري لا يستطيع هذا الوباء من المرور من خلاله... فيا الشعوب العربية انهضوا وتيقنوا أن ما يحصل في العالم العربي ليس هو إلا لعبة أو ما نسميها مسرحية نابعة من فكر أمريكي يهودي لهدم الوحدة العربية وسيطرتها على العالم العربي بشكل كامل وعلني فمن الذي سيقول ... كلا ...؟ فالفكر الأمريكي كما نعرف أن لها وجهات نظر بعيدة المدى كما نسميها في لغتنا العراقية (تفكير يهودي) ففي فلسطين زرعوا التنازع ما بين حزبين وإبعاد الشعب الفلسطيني عن ما يكافحون من اجله من استقلال وطرد اليهود من أراضيهم وفي العراق إبادة الحكم الظالم السابق وبناء حكم جديد باسم الحرية والديمقراطية وجعل العراق مجروح والتصادمات السياسية ترقص على جرحه وكذلك جعل الشعب العراقي بعيداَ كل البعد عن الحياة المترفة التي تتوفر في أدنى دولة بالاقتصاد وإما في البحرين زرع موضة التغيير لحسابات غير معلنة وكذلك في اليمن وسوريا إما في ليبيا كادت أن تكون حالها حال العراق في عام 2003 والى زماننا هذا ولكن ليبيا حتى لو أسقطت النظام الحاكم الحالي فلن تكون مثل العراق لأن العراق مر في سنوات من الحصار الجائر التي فرضتها الدولة العظمى (الدول الخبيثة) والمذابح التي حدثت في العراق ولا ننسى عنصر المفاجئة العنف الطائفي وغيره من الإحداث المدروسة التي إصابة العراق فهذه تجعل ليبيا لا تشبه العراق بالكامل ... ولكن سيصبح حالها كما في العراق ولكن بجزء قليل . وإنا اسبق الحدث والسبب جداً بسيط بأن مجريات الإحداث التي تجري في العالم العربي الآن أصبحت واضحة كوضوح الشمس بأنها خطة مدروسة مسبقاً وتم العمل عليها منذ أربعة شهور مضت إلى يومنا هذا ... وهدفها الرئيسي والمهم إن تقول السياسة ألأمريكية للشعوب العربية كافة (إذا أتريد أرنب اخذ أرنب ..... وإذا أتريد غزال اخذ أرنب) . والسلام ختام ...
https://telegram.me/buratha