المقالات

أباطرة السجون /

774 11:30:00 2011-05-11

حافظ آل بشارة

يصف بعض المراقبين الاحداث الأمنية اليومية في العراق بأنها حالة انهيار أمني ، فيما يدعو آخرون الى توخي الدقة ويعدون كلمة (تدهور) قاسية الى حد ما ويفضلون استبدالها بكلمة اكثر اعتدالا مثل (التلكؤ) الأمني وما بين التدهور والتلكؤ والتحليل اللغوي والاصطلاحي لكل كلمة تظل القضية المهمة في السياق هي وجود عدد هائل من الاسئلة التي تدور حول حقيقة الاحداث الامنية بلا أجوبة ، غياب الشفافية اكثر خطرا من غياب المعلومات . ماذا حدث بالضبط في سجن الرصافة مؤخرا وكيف قام السجناء المهاجمون بادارة هذه المجزرة النوعية النموذجية ؟ هل يصح ان تبقى قضية بهذا الحجم خاضعة للتكهنات مع غياب المعلومات المقنعة ؟ ولماذا اعتاد الرأي العام على عدم الاطمئنان الى تصريحات الناطقين حول قضايا من هذا النوع ؟ ولماذا تتسع حالة التكهن وتختفي الحقيقة حتى في تعليقات النواب ؟ بعد الذي جرى في سجن الرصافة اخذ البعض ممن يملكون معلومات عن اوضاع السجون يضيقون ذرعا بما يجري فيصرحون بتلك المعلومات بسبب الانفعال والغضب ، قالوا ان بعض كبار المدانين يعيشون بطريقة غريبة في السجن ، انهم اباطرة السجون ، لديهم الاسرة الوثيرة والطعام الجيد والغرف الواسعة والتلفاز ، وقيل ايضا ان محكوما خطيرا في سجن احدى المحافظات ينعم باقامة جيدة ويشترك في صفقات فساد حيث يتم عرض معتقلين عليه ليقول بانهم كانوا معه ثم يجري تهديدهم ومساومتهم فيضطرون الى دفع اموال هائلة تصل في بعض الحالات الى 30 الف دولار لاطلاق سراحهم ، وبعض السجناء الخطرين يديرون الهجمات والتفجيرات والاغتيالات من داخل السجن . مصادر القوات المسلحة تعلن يوميا عن اعتقال العشرات من المتهمين ، لكن لم نسمع بعد هذه الاعتقالات شيئا عن اسماء المعتقلين او اسباب الاعتقال او مصيرهم او نتائج التحقيق معهم او الاحكام التي تصدر بحقهم وهل تنفذ ام لا ، الامر الذي يقدم فرصة دعائية لبعض الاطراف فترفع شعار اطلاق سراح المعتقلين ، وهو مطلب غريب وغير شرعي ، لكن المطالبين يستدركون بالقول : نقصد السجناء الابرياء ! وهل هناك ابرياء في السجن اذن لماذا هم في السجن هل ان المسجونين بدعاوى كيدية او بصفقات فساد اصبح عددهم كبيرا الى هذا الحد ؟ هناك آخرون يقولون انهم يطالبون بحسم ملفات الموقوفين والبت في مصيرهم ، ومع كل هذه المطالبات ، تكشف معلومات القوات الأمنية ان كثيرا من المعتقلين الجدد هم سجناء سابقون وقد اطلق سراحهم ببراءة كاملة ! لكن معلومات أخرى تقدم قصصا غريبة فقد يتم دفع اموال هائلة لاجل تهريب محكومين بالاعدام ، وقد حدث ذلك في سجون البصرة والموصل وبغداد ومحافظات اخرى بمنتهى النعومة وفي كل مرة تتشكل فورا لجنة تحقيق لبحث الموضوع ، آخر خبر يقول ان اسرة سجين خطير ادخلت القنابل اليدوية الى السجن مع الدولمة ليستخدمها في تمرد مسلح ، وحدث التمرد واعطى النتائج المطلوبة فتشكلت فورا لجنة الدولمة وهي أحدث لجنة تحقيقية .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عبد التميمي
2011-05-13
لجنه دولمه وراها لجنه باسطرمه هذا حالك يا عراق يطبقون كل شي على الفقير والارهابي يطلع بفلوسه بكل بساطه
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك