حافظ آل بشارة
يصف بعض المراقبين الاحداث الأمنية اليومية في العراق بأنها حالة انهيار أمني ، فيما يدعو آخرون الى توخي الدقة ويعدون كلمة (تدهور) قاسية الى حد ما ويفضلون استبدالها بكلمة اكثر اعتدالا مثل (التلكؤ) الأمني وما بين التدهور والتلكؤ والتحليل اللغوي والاصطلاحي لكل كلمة تظل القضية المهمة في السياق هي وجود عدد هائل من الاسئلة التي تدور حول حقيقة الاحداث الامنية بلا أجوبة ، غياب الشفافية اكثر خطرا من غياب المعلومات . ماذا حدث بالضبط في سجن الرصافة مؤخرا وكيف قام السجناء المهاجمون بادارة هذه المجزرة النوعية النموذجية ؟ هل يصح ان تبقى قضية بهذا الحجم خاضعة للتكهنات مع غياب المعلومات المقنعة ؟ ولماذا اعتاد الرأي العام على عدم الاطمئنان الى تصريحات الناطقين حول قضايا من هذا النوع ؟ ولماذا تتسع حالة التكهن وتختفي الحقيقة حتى في تعليقات النواب ؟ بعد الذي جرى في سجن الرصافة اخذ البعض ممن يملكون معلومات عن اوضاع السجون يضيقون ذرعا بما يجري فيصرحون بتلك المعلومات بسبب الانفعال والغضب ، قالوا ان بعض كبار المدانين يعيشون بطريقة غريبة في السجن ، انهم اباطرة السجون ، لديهم الاسرة الوثيرة والطعام الجيد والغرف الواسعة والتلفاز ، وقيل ايضا ان محكوما خطيرا في سجن احدى المحافظات ينعم باقامة جيدة ويشترك في صفقات فساد حيث يتم عرض معتقلين عليه ليقول بانهم كانوا معه ثم يجري تهديدهم ومساومتهم فيضطرون الى دفع اموال هائلة تصل في بعض الحالات الى 30 الف دولار لاطلاق سراحهم ، وبعض السجناء الخطرين يديرون الهجمات والتفجيرات والاغتيالات من داخل السجن . مصادر القوات المسلحة تعلن يوميا عن اعتقال العشرات من المتهمين ، لكن لم نسمع بعد هذه الاعتقالات شيئا عن اسماء المعتقلين او اسباب الاعتقال او مصيرهم او نتائج التحقيق معهم او الاحكام التي تصدر بحقهم وهل تنفذ ام لا ، الامر الذي يقدم فرصة دعائية لبعض الاطراف فترفع شعار اطلاق سراح المعتقلين ، وهو مطلب غريب وغير شرعي ، لكن المطالبين يستدركون بالقول : نقصد السجناء الابرياء ! وهل هناك ابرياء في السجن اذن لماذا هم في السجن هل ان المسجونين بدعاوى كيدية او بصفقات فساد اصبح عددهم كبيرا الى هذا الحد ؟ هناك آخرون يقولون انهم يطالبون بحسم ملفات الموقوفين والبت في مصيرهم ، ومع كل هذه المطالبات ، تكشف معلومات القوات الأمنية ان كثيرا من المعتقلين الجدد هم سجناء سابقون وقد اطلق سراحهم ببراءة كاملة ! لكن معلومات أخرى تقدم قصصا غريبة فقد يتم دفع اموال هائلة لاجل تهريب محكومين بالاعدام ، وقد حدث ذلك في سجون البصرة والموصل وبغداد ومحافظات اخرى بمنتهى النعومة وفي كل مرة تتشكل فورا لجنة تحقيق لبحث الموضوع ، آخر خبر يقول ان اسرة سجين خطير ادخلت القنابل اليدوية الى السجن مع الدولمة ليستخدمها في تمرد مسلح ، وحدث التمرد واعطى النتائج المطلوبة فتشكلت فورا لجنة الدولمة وهي أحدث لجنة تحقيقية .
https://telegram.me/buratha