عبد الكريم ابراهيم
النظر للامور بعين واحدة يصينا بداء عمى الحقيقة وهو مرض يشابه الى حد ما عمى الالوان الذي يصاب به البعض .هذا الداء يجردنا من نعمة العقل ،حيث الشخصنة هي المسيطرة على عواطفنا ،والمتحكمة في ادارة بوصلة تحركاتنا . بعيدا عن العاطفة ،قريبا من العقل ، لابد لنا من ان نتعامل مع موضوعة المرأة العراقية وهل هي بحاجة الى وزارة تدير شؤونها ونحن على اعتاب القرن الواحد والعشرين ؟ وهل هي بهذا المكسب المهم حققت ما تصبو اليه ،وازى ما قدمته من تضحيات جسام طيلة العهود السابقة ؟ . بعض المتعاطفين وعدد لابأس به من النسوة ،يؤيدون التعامل مع المرأة بنوع من الوضع المؤقت حتى تتضح الامور ،عندها يمكن طرح موضوع المرأة على انها تشكل 60% وحصرها في مؤسسسات معينة هو ابخاس لها وتقليل من مكانتها الاجتماعية .قد يكون هذا الطرح فيه نوع من العقلانية ولكن في ذات الوقت يكرس مفهوم الفصل بين مكونات المجتمع على اساس نوعية الجنس ، والخشية من استمرار هذا الوضع الى ما لا نهاية .قلق مشروع لم يساور النساء ،بل اكثر الرجال ؛المرأة قد اقتنعت بما حصلت عليه من مكاسب من وجهة نظرها والمحافظة عليها اولى من البحث عن امور قد تكون عقيمة وغير مجدية في الوقت الحالي ، بل ان بعضهن سعين من حيث لايشعرن او من باب المغايرة والبحث عن الذات ،في تعزيز مبدأ مؤسسات المرأة واخرى للرجل ،ولعل البرامج والمجلات والصحف النسوية تصب في هذه الغاية وتعمقها الى حد بعيد ،وتجعل هذا المؤسسات لاتقودها الا بنات جنسها ،وهو تكريس لمفهوم الفصل المجتمعي الذي يمكن ان يخلق موازين غير متكافئة ، حيث نوعية الجنس هي التي تتحكم في تولي ادارة معينة وليس الكفاءة هي المعيار والفيصل .اذا ما آمنا بهذا المبدأ علينا ان نلغي من قاموسنا ان اشهر طباخي ومصممي الازياء من الرجال ،علما ان هذه المهنة نسائية 100% ،فلماذا تغلب فيها الرجال على النساء،وهناك العكس . اذا نوعية الجنس لاتتحكم في الميول الشخصية بل الكفاءة والتحصيل الدراسي و الاستعداد النفسي ،والا علينا ان نؤسس جمهورية للنساء واخرى للرجال .
https://telegram.me/buratha