عبد الحمزة الخزاعي
سألت صديقي الدعوتي القديم الذي اصبح عضوا في مجلس النواب ، خلال حديث طويل عن الدولة والمشاكل المختلفة التي تواجهها ، سألته عن مقدار رواتب اعضاء البرلمان، وبما انه فهم انني اريد ان اعرف مقدار راتبه، وبما انه يخشى الحسد والعين الحارة جدا، فقد استند في تهربه من السؤال على مقولة امير المؤمنين الامام علي بن ابي طالب عليه السلام(استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان)، ولم يلتفت الى قوله تعالى (وانما بنعمة ربك فحدث).ولانه لابد ان يجيب بشكل او بأخر فقد قال صدقني ان رواتب اعضاء البرلمان وكبار المسؤولين ليست بالضخامة التي يتصورها او ييصورها الناس، وهي محسوبة بدقة، وانت تعرف -والكلام موجه لي-ان النائب البرلماني والمسؤول الكبير عليه التزامات واستحقاقات كثيرة ويعيش ظروف خاصة ومن حقه ان يتقاضى راتبا جيدا.ولااوحي اليه انني غير مهتم بهذا الموضوع، انتقلت الى موضوع اخر لاسأله عنه وهو ماتم انجازه من قبل مجلس النواب خلال الاشهر الثمانية الماضية، تململ الرجل وتحرك بأضطراب على مقعده، وقال في الحقيقة والواقع ماانجزه البرلمان خلال هذه الفترة قليل جدا، والسبب الخلافات السياسية والصراع على المناصب بين الكتل المختلفة، وعدت لاسأله عن توقعه لعمل البرلمان في المرحلة المقبلة، قال بصراحة انه ليس متفاءلا، لان في البرلمان من لايريد ان يخدم ويريد فقط ان يحصل على مكاسب وامتيازات ومواقع سياسية ومادية.وعدت لاسأله .. طيب ياحاج ..... اذا كنت تقول ان البرلمان لم يفعل شيئا حتى الان ولاتتوقع ان يفعل شيئا مهما في المستقبل بسبب الخلافات السياسية والسعي وراء المكاسب والامتيازات، فبأي وجه حق تتقاضون الملايين ويصر العدد الاكبر منكم على عدم تخفيض الرواتب، وانت واحد من هؤلاء، وتقول ان هذه الرواتب الضخمة عادية وضرورية؟. عندها استشاط الحاج النائب غضبا، ليقول لي انتم تحسدوننا ولاتحبون لنا الخير، ولو كنت انت الان عضوا في مجلس النواب فهل كنت ستطالب بخفض الرواتب؟.صمت لثوان لاقول له كل شيء جائز ياحاج، ولكن الله سبحانه وتعالى لن يسألك عني بل سوف يسألك عن نفسك.لم يرد ، ونهض واقفا وبأنفعال شديد وقال لي مودعا .. من رخصتك ابو مريم!!.
https://telegram.me/buratha