المقالات

ملفات الخلاف الى اين ؟

871 11:20:00 2011-05-12

/ حافظ آل بشارة

المشهد السياسي الامني في العراق لا يبشر بخير ، تصعيد خطير في العمليات الارهابية ، وركود تنفيذي على صعيد الخدمات العامة ، وتوقف في حركة التفاهم بين الكتل ، لكن هناك ايضا ما يدعو الى التفاؤل فالحراك التشريعي متواصل في مجلس النواب وهو الدائرة الاقوى نشاطا في البلد حاليا . تلزمنا الصراحة ، فقدان الشفافية الاعلامية ابقى كثيرا من خلافات النخبة طي الكتمان ، الغريب ان الاعلام العربي والاجنبي يبادر الى كشف معلومات وتقارير خطيرة عما يجري في العراق والاعلام الوطني لا يعلم شيئا ، واذا عرف شيئا لا يمكنه تناول الامور بحرية ، لا أحد يعرف كيف يستطيع المراسلون الاجانب اجبار كبار الساسة في البلد على الكلام ، فهم يتحدثون اليهم بسخاء ودفء ويلقون بهمومهم وشكواهم بلا تحفظ ، كأن المراسلين والمراسلات امهات حنونات ، لا ينقص المتحدث سوى ان يجهش بالبكاء ويلقي برأسه في احضانهم ، قد يفضلون المراسلات لتعلق الامر بمشاعر الامومة والانوثة . هذه الشفافية غائبة في اعلامنا الوطني لأن وسائل الاعلام محسوبة على قوى واحزاب تمولها ، والرجل القيادي من اي جهة كان عندما يتحدث الى وسيلة اعلام محلية اما ان يعتبرها عدوا فيقتدي بقول الشاعر : وتجلدي للحاسدين اريهم - اني لريب الدهر لا اتزعزع ، او يراها صديقا فيرفض توريطها في فتح ملفات خطيرة ، وبين هذا وذك تضيع الحقيقة لتترك الشارع يضرب اخماسا باسداس وتنفتح ابواب الشائعات على مصراعيها ، ساسة البلد لديهم خلافات عميقة في ملفات كثيرة ، خلافات داخل الكتلة الواحدة ايضا ، التناحر القائم داخل أحدى الكتل يقف خلف كثير من حالات الفشل ، الى جانب حالات عجيبة من الخلاف ، تصوروا ان كتلة تذرف الدموع وترفع لافتات الاحتجاج على مظلومية منظمة خلق الارهابية التي تحولت الى عبء سياسي وارهابي اجنبي على الاراضي العراقية مما دفع الحكومة الى البحث عن طريقة لترحيلها ، بينما يطالب العراقيون عموما بمعاقبة هذه المنظمة كونها كانت واحدا من اجهزة النظام السابق القمعية وهي مطلوبة للقضاء بسبب مشاركتها في قتل العراقيين وتستولي الآن على اراض زراعية واسعة تعود لمواطنين بلا وجه حق ، حالة مدهشة اخرى هي ان كثيرا من الساسة العراقيين مازالوا يستخدمون علاقاتهم العربية للضغط على بلدهم لكسب امتيازات سياسية ، ويستخدمون التهديدات احيانا وهذه الحالة لا تحتاج الى تعليق . كان هناك تصور عام بأن هذه الدورة لاربع سنوات بشقها النيابي والحكومي يفترض ان تتجاوز مشاكل الدورة السابقة ولعل الذين اخترعوا تسمية (حكومة المشاركة ) يقصدون ان الثقة بين الاطراف اصبحت أقوى فانتقلوا من المحاصصة المبنية على اقتسام المغانم خائفين الى الشراكة المبنية على اقتسام المسؤولية والتنافس على العطاء آمنين . لكن في كل محنة موعظة تأتي متاخرة قاتلة ، موعظة لمن اراد الوثوق بمن لا يستحق الثقة فقدم مبدأ الرحمة لمن لايعرفها . اذا بقيت الامور هكذا فليس بعيدا ان ينفجر الشارع ليحترق بناره البر والفاجر .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك