المقالات

عودة .. وليست كأي عودة

1008 11:33:00 2011-05-12

احمد عبد الرحمن

في مثل هذه الايام قبل ثمانية اعوام عاد شهيد المحراب اية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره الشريف) الى وطنه بعد رحلة جهاد سياسي وعسكري وفكري وثقافي في المهجر امتدت لما يقارب النصف قرن من الزمن.لم يعد شهيد المحراب الى وطنه بطائرة خاصة لتقله من هناك الى احد مطارات البلاد، وليفرش له السجاد الاحمر ويحظى بأستقبال كبار الساسة والمسؤولين في ذلك، بل اثر ان يعود الى وطنه والى اهله واخوانه وابناءه بطريقة اخرى تغيب عنها مظاهر البروتوكول والابهة والفخامة، وتحضر فيها العفوية والبساطة ومشاعر المحبة والالفة والحميمية بأصدق معانيها وتجلياتها.ومسيرة العودة من التي امتدت من احدى النقاط البعيدة النائية في محافظة البصرة وحتى محافظة النجف الاشرف حيث رحاب امير المؤمنين عليه السلام، ومركز الحوزة العلمية والمرجعية الدينية، مثلت محطة مهمة -بل وفي غاية الاهمية-في تأريخ جهادي طويل لشهيد المحراب تجاوز النصف قرن من الزمن.في تلك المسيرة تجلت المكانة السامية والموقعية البارزة لشهيد المحراب في نفوس ابناء الشعب العراقي، وتجلى واتضح الولاء الحقيقي لابناء هذا الشعب لقياداتهم ورموزهم السياسية والدينية التي قدمت الغالي والنفيس من اجل عزة وكرامة وحرية هذا البلد وابنائه بكل مشاربهم وتوجهاتهم وانتماءاتهم.وحينما عاد شهيد المحراب بعد وقت قصير جدا من سقوط نظام البعث الصدامي المقبور وبالطريقة التي تمت بها تلك العودة الميمونة فأنه -قدس سره-انما اراد ان يوجه رسالة واضحة لالبس فيها ولاغموض مفادها ان سقوط نظام البعث الصدامي مثل نهاية مرحلة، وبداية مرحلة اخرى لاتقل اهمية وخطورة وحساسية عن سابقتها، وهي تتطلب توظيف كل الطاقات والقدرات والامكانيات لمواجهة التحديات والمصاعب التي يمكن ان تظهر في مسيرة البناء والاعمار والاصلاح والتغيير. وان المرحلة الجديدة لاتحتمل الاسترخاء ولا الدعة ولا الراحة، بل انها تتطلب مواصلة المسيرة بزخم اكبر وفاعلية اكثر وارادة اقوى، وهذا ما ترجمه شهيد المحراب منذ اللحظات الاولى التي وضع اقدامه على ارض الوطن وحتى اخر لحظة من عمره الشريف حينما رزقه الباري عز وجل بالشهادة بعد اكثر من ثلاثة شهور على عودته الميمونة والمباركة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عبد التميمي
2011-05-14
فقدناك يا حكيم ال حكيم من بعدك فقدت الساحه السياسيه علما ونجما ساطعا واصبح افزام السياسه يتصارعون على منبر التصريحات مازالت كلماتك في البصره تصدح في اذني وانت تبكي من فرحه لقاءك بالاحبه حين قلت .جئت لكي امسح دموع الاطفال والضعفاء .رحمك الله
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك