المقالات

حكــومـة الشـراكـة والخـراب الامنـــي

603 14:52:00 2011-05-12

بقلم ابراهيم الجبوري

حكــومـة الشـراكـة والخـراب الامنـــي بقلم ابراهيم الجبوري تشكلت حكومة الشراكة الوطنية بعد مخاض عسير وصراع مرير بين الكتل السياسية واستبشرنا بأسمها وعنوانها وظــــننا ان هذه الشراكة ستنتج للبلد حكومة قوية ومتجانسة وكفوءة قادرة على النهوض بأعباء المرحلة الصعبة والحساسة التي يمر بها بلدنا وشعبنا وتنهي حالة الفوضى واللااستقرار السياسي التي شهدتها المرحلة الماضية وتعزز ايضا من حالة الاستقرارالامني الذي نفتقده. ولكن حكومة الشراكة هل اصلحت الامن او عززته ؟؟؟ وهل مفهوم الشراكة طبقته ؟؟؟ وما الذي انتجته هذه الشراكة ؟؟؟ اسئلة كثيرة تتبادر لذهن المواطن وهو حائر وتائه...بين ما يجري على ارض الواقع وبين ما يسمعه ويقرأه من ابطال ورموز المشهد السياسي من تناحر وتصارع فمفاهيم الشراكة تبدلت وتغيرت واصبحت معانيها ومدلولاتها شراكة المنصب والمكسب والتناحر اصبح وسيلة لتثبيت المصالح والمطامح والمكاسب السياسية وعلى حساب الوطن والشعب والعملية السياسيــــــــــــة والانهيارات والاخفاقات الامنية المتتالية . ان الصراع السياسي الدائر بين الكتلتين النيابـيتين الاكبر دولة القانون والعراقية ورئيسـي القائمتيـن يعطي انطباعاً سيـئاً عـما حملته لنا حكومة الراكة ويلقي بظلاله القاتمة السواد على المشهد الامني الهش ، ويجعلنا نفقد الامل في امكانية ظهور برنامج عمل حكومي وطنـي واضح الخطـط والبرامـج من اجل اصلاح الوضع الـقائم الحالي والتوجه نحو البناء والاعمار وتحسيــن الخدمات وتثبيت الامن . ان العملية الساسية شهدت تحسنا طفيفا في اداء البرلمان العراقي من حيث الدور الرقابي واخفاق واضح في الدور التشريعي ولكنها انتجت ايضا وزارة مترهلة لايعرف حتى رئيس الوزراء ... اسماء البعض من وزرائها لكثرة عددهم وانعدام الفاعلية العملية لوجودهم او حضورهم سوى تعزيز مفهوم الشراكة المصلحية والمنفعية واستنزاف الاموال العامة ... وهي شراكـــة لاعلاقة لها بالوطنية او المصلحة العامة ، وهذه الوزارة بترهلها وبعد مضي عدة اشهر على تشكلها فهي لاتزال خالية مــــن وزيرين البلد بحاجة ماسة لخدماتهما ... لـعلهـما يستطيعان ان يقـللا من حجم الخسائر البشرية التي نفقدها كل يوم وبأساليب متنوعة ومتعدده ،وما يقابلها من تعدد لمراكز القرار اوانعدام القرار وعدم فاعليته وما سببه من عدم استقرار للاجهزة الامنية وقياداتها . ان الاداء السياسي لمعظم الكتل والاحزاب المساهمة في الحكومة بعيد تماما عن مفهوم الشراكة بسبب انعدام الثقة المتبادل بين هذه الكتل وايضا انعدام روح التعاون والتضحية والايثار ومحاولة العمل المشترك من اجل مصلحة الشعب والوطن وهي بدلا مـن المصلحة العامــة والوطنية تبحث عـن الوسائل والسبل لاضعـاف الكتل الـمنافسة لها اوانهائها مـن الساحة السياسية وهـذا التوجه بعيد تماما عن الضوابط الاخلاقية وماحدده ورسمـه الدستور العـراقي والقوانـين التي نسعى مـن خلالها لـبناء العـراق الجديد الذي يجب ان يكون فيه المواطن والانسان العراقي وما يقدم له ومن اجله هو المعيار الفعلي للنجاح الحكومي والسياسي وايضا مـعيارا لنجاح هذه الكتل والاحزاب ، ولكن مانشهـده من تهاون واضح وعـدم حرص على ارواح النـاس الابرياء التـي تتـساقـط يوميا وفي كل انحـاء العراق مـن دون ان تكـون للحكـومة ولهذه الكتل وقفة جـادة مع نـفسها وذاتها للعمل الجاد عـلى وضع السبل والخطط الكفيلة بوقف نزيف الدم وحفظ ارواح الابرياء يجعلنا نطالب هـذه الكتل بالتضحية ببعض من مكاسبهـا لاجل دماء ابناءنا واهلنا وحسم ملف الامن ووزراءه . ان تسمية الوزراء الامنيين اصبحت ضرورة ملحة بغض النظر عن الاسماء والمسميات ولكن هي تعبير عن الشعور الوطني والاخلاقي تجاه الضحايا والشهداء ،وايضا هي حلقة من حلقات فصول انهاء الاحتلال الامريكي وخروجه الذي بات قريبا من العراق ، هذا الاحتلال الذي هو الراعي والشريك الاساسي للارهاب بما يتسبب به للبلد من انهيارات امنية وتصفيات جسديـة واعمال اجرامية. كم مكافحة الفساد واحدة من اهم مرتكزات دعم وتعزيز الامن في العراق لئن الفساد شريك اساسي للارهاب فذاك يقتل من اجل طـمر الحقائـق وغـلق الملفات وهذا يقـتل من اجل عـرقلة العملية السياسية واسـقاط النظام الجديـد الذي نـشئ في العــراق ومحاربـة هـذين الشريكـين والقضاء عليهـما وبتهيئـة مسببـات خروج المحتل سوف يزداد الوضع الامني تثبيتا وتعزز امكانية الاستقرار الامني وما ينعكس منها ايجابياً على العمل السياسي والمدني. ان الـعراق الجريـح بحاجـة الى اصحاب الضمـائر الحية والحـس الـوطني الصادق وكـل القيادات الامينة والصادقة في تجسيد مـفهـوم الشراكة الوطنيـة الحقيقية من خلال العـمل المشترك المبني على اسـس تنفيذ البرامج الحكومية التي وعدت بها وايجاد الحلول السياسية عبر الحوار البعيد عن الشحن الاعلامي والتصعيد اللامسؤول والذي ينعكس سلباً على امن المواطنين وايضا انضاج معارضة قوية وفاعلة تعي دورها ومهامها في الضغط على الحـكومة من اجل ان تنفذ ما وعـدت به الشعـب وليس من اجل اسقاطها والعمل معاً كشركاء بهذا الوطن، وايضا على الكتل السياسية ان تستفيد من اخطاء واخفاقات الماضي المتكررة وتحاول ان تصححـها وتبنـي تحالـفاتها اواختلافاتها مع الكتل الاخرى عـلى اساس الـبرامج والخطط الحكومـية والسياسية ... وليس على اساس الاماكن السيادية والوزارات ذات المردودات المالية والنفعية ... واخيراً عليها ان تفـي بعـهودها ووعـودها لشعبها في تحقيق الرفاهية والامن والخـدمات ومكافحة الفسـاد المستـشري في مفاصل الدولة باصـولها وفروعها ونقـل العراق الى مرحلة جديدة من مراحل البناء والاعـمار والاهتمام بالانسـان العراقي الذي عانى ولايزال يعاني وهـو الخاسر والمتضرر الوحيد في كل ما يجري من صراعات وخلافات سياسية تنعكس سلبا على امنه وحياته وترسم خارطة طريق للتعايش السلمي والاخوي بعيدا عن التناحر والتصارع للاجيال القادمة من ابناءنا وبناتنا .

 ابراهيم الجبوري - بلجيكا

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك