عبد الكريم ابراهيم
التخطيط من اهم سمات العالم المتطور المعاصر ؛ لانه يضع لكل عمل مدايات النجاح والفشل وفق مقايس علمية دقيقة ، اساسها المعلومات ورأي اهل الخبرة والطلاع ،وعندما تقدم الدول على مشاريع معينة ،فانها تضع كل الاحتمالات والمقاصد من وراء مثل هذه المشاريع ؛لان الفوضى والعبثية لامجال لها في قاموس اليوم ، حيث تحسب الخطوات بدقة متناهية حتى النهاية ،وفي حال -لاسامح الله - وجود خلل يتم مراجعته وتدراكه ومحاسبة الجهة المقصرة عنه .بعض المشاريع والصفقات المهمة في عراقنا اليوم ،يبدو انها لاتخضع لمبدأ التخطيط ،بل هي اشبه ما تكون عملية تبذير واسراف للاموال والميزانية ،الا كيف نفسر الفشل الذي تصاب به الكثير من المشاريع ؟ ذكرني حلم خامرني ليلة البارحة باحدى هذه المشاريع وهو الفئات النقدية المعدنية الصغيرة التي طرحت قبل سنوات من قبل البنك المركزي العراقي ،وتم توزيعها على الموظفين والمتقاعدين ،وهو ما يعني عودة الى بريق ورنات النقود المعدنية بعد طول غياب عن التدوال ،الطامة الكبرى ان هذه الاموال اصبحت مجرد لعبة تستهوي الاطفال وهم يجمعون اكبر قدر ممكن منها ،ليس الا لشكلها الجذا ب وخصوصا انهم لم يعوا على ايام النقود المعدنية ،وقد يكون الحكام الرياضيين هم الفئة الاخرى المستفيدة منها في جراء قرعة بداية كل مباراة فضلاعن جامعي التحف والطوابع ،وايضا موضوع التخطيط جرني الى فوضى شارع النضال الذي يقع مقربة من الجريدة ،حيث عمليات الحفر والقلع على قدم وساق ،علما ان تم رصفه بالكاشي لم يمض عليها سوى سنة كاملة ،وهذا يعني ذهاب جهود واموال السنين السابقة دون فائدة لمجرد ان الشارع اعطى لشركة تركية لتطويره .المهم في الامر ان بعض المشاريع ، العشوائية والانتقائية هي المسيطرة في تنفيذها ؛لان التراكمية اهم سمة لبناء البنى التحتية في اي بلد بسبب الوقت الطويل الذي تحتاجه لتحقيق هذه الغاية ،ولابد من يكمل بعضها بعضا ،وبالتالي يتم تجاوز مرحلة الصفر ،ولكن اذا اعتمادنا اسلوب الغاء كل مشروع يتم تفيذه ،هذا يعني اننا لم نصل الى خط النهاية مطلقا لفقدان عامل التخطيط ؛لانه المهندس و المنبىء للمستقبل .
https://telegram.me/buratha