المقالات

السياسة والخدمة

937 19:04:00 2011-05-14

احمد عبد الرحمن

في أي نظام سياسي ديمقراطي يعتمد السياقات السليمة في ادارة شؤون المجتمع والتداول السلمي للسلطة، تكون الاختلافات في الرؤى والتصورات والمواقف السياسية امرا طبيعيا، بل انه لابد ان تكون مساحة الاختلافات -ولانقول الخلافات-كبيرة للمحافظة على ديمومة النظام الديمقراطي، وقطع الطريق على اية نزعات استبدادية اقصائية لهذا الطرف او ذاك، من شأنها ان تفتح الابواب لنشوء سلطات ديكتاتورية تصادر الحقوق والحريات وتقلب المعادلات والتوازنات السياسية والاجتماعية القائمة في المجتمع رأسا على عقب.ولعلنا من خلال المتابعة والرصد للتجارب الديمقراطية المختلفة نجد مصاديق الاختلافات السياسية بصورة واضحة وفي ظظل مستوى عال ومقبول جدا من الاستقرار السياسي والهدوء الامني، وتوفر المستلزمات والاحتياجات الحياتية لعموم افراد المجتمع على اكمل وجه.عنصر النجاح في تلك التجارب يكمن في عملية الفصل الحقيقي بين ما هو سياسي، يتمحور حول اختلاف وتنوع البرامج والرؤى والمشاريع السياسية للقوى والتيارات السياسية المتحركة في الساحة والمتنافسة بأستمرار على اصوات الجمهور، وبين ماهو يمس بأوضاع الناس بشقيه الامني والخدمي.والمعادلة بين هذين الطرفين هي في الواقع معادلة حساسة جدا ، واي اختلال فيها لصالح السياسي يتسبب بكم كبير من المشاكل والازمات، ويمهد الطريق لاختلالات وتصدعات وهزات واضطرابات لايمكن للنظام الديمقراطي ان يحافظ على وجوده بوجودها.فغياب الامن يعني غياب السلم الاجتماعي، ويعين لفقدان الثقة، ويعني الاحتكام الى قوة السلاح، ويعني انحسار دور الدولة لصالح دور العناوين الاخرى.وغياب الخدمات يعني غياب مبدأ العدالة، واتساع مساحات الظلم والغبن والحيف والاهمال، ويعني تفشي ظواهر ومظاهر الفساد بكل اشكاله وصوره، ويعني رجحان كفة الدمار والخراب على كفة البناء والاعمار.وغياب الامن والخدمات يبرز جليا حينما تتجه القوى والفاعليات والشخصيات السياسية الى تجيير كل ما يمكنها تجييره واستغلاله لتأمين مصالحها الخاصة، وتحقيق المزيد من المكاسب والامتيازات في اطار دوائر ضيقة ذات عناوين معينة على حساب الدائرة الوطنية الكبيرة.وللاسف فأنه في العراق مازالت المعادلة بين السياسي، والامني والخدمي مختلة ومضطربة، واذا لم يصار الى تعديلها وتصحيح مسارها فأن أي حديث عن الاصلاح والتقدم والنهوض لن يتعدى الشعارات، ولن يتجاوز حدود المنبار الاعلامية والسياسية، ومااكثرها.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك