صلاح السامرائي
يمكن اعتبار الاعلام وسيلة من وسائل نقل الحقيقة وباختلاف الشكل والنوع ولكن ما نشهده في واقعنا هو عبارة عن صناعة لافتراض معين ومحاولة اثباته وهذه هي الحرفية او المهنية التي يعتمدها الجميع , والحقيقة دائما تحتاج الى الحيادية والتجريد وهذا غير متوفر في اعلام اليوم بل يعمل وفق مبدأ تحقيق الربحية والحصول على اعلى المكاسب وهذا المنهج من التعامل ينساق خلف الداعم والممول مما يخلق تبعية متحكمة بما هو مطروح وتوجيهه الوجهة التي تخدم مصالح واهداف يطمح لها الممول واعلامنا يتطور في هذا المجال واغلب انواع التبعية الاعلامية هي التبعية السياسية ولدينا من الكيانات السياسية عدد غير قليل وفي نفس الوقت لها مؤسسات ومراكز اعلامية تعمل وفق ما يفرض عليها من هذه الكيانات وفي ظل الاجواء السياسية الساخنة على الساحة العراقية والتي تعتبر مادة اولية للاعلام فالجميع يطرح الحقيقة من وجهة نظره بالرغم من ان للحقيقة وجه واحد لايقبل التعدد فباتت هناك ظاهرة التضارب الاعلامي مما زاد من سخونة الوضع الحالي وتأزم الاحول وفقدان الثقة بين المتلقي من الاعلام والمؤسسات الاعلامية اضافة الى تعزيز حالة فقدان الثقة ما بين المواطن والكيانات السياسية وبهذا يكون الاعلام قد ادى دورا في تعميق الخلاف بين ابناء الشعب الواحد ومن المفترض ان ياخذ الاعلام دوره الحقيقي في بناء مجتمع موحد متماسك وان يعمل على تحسين ذوقه الحسي وهنا لدي عتب شديد على احد المواقع المعروفة والتي يتابعها الكثيرين وهو موقع صوت العراق مع كل احترامنا للعاملين والقائمين على هذا الموقع .. نشر قبل فترة بعض التصريحات التي ابداها احد اعضاء البرلمان وهو السيد حاكم الزاملي والذي اتهم بها السيد طارق الهاشمي بدعمه ببعض الاتهامات وهذا وارد ولكن ليس هنا تكمن العلة وانما في التعليقات التي وردت الى الموقع ومن اطراف مختلفة والتي اتصفت بعدم مراعات الذوق العام واستخدام الالفاظ النابية والتي تخدش الحياء وكان من الواجب عدم عرض هذه المهاترات الكلامية التي ان دلت على شيء انما تدل على ان العراقيين لايتمتعون بالتهذيب وارجوا ان يكون العتب مقبول يا صوت العراق مع خالص احترامي للجميع .
https://telegram.me/buratha