اسماعيل الماجدي
اكثر من عام وشهرين على اجراء الانتخابات النيابية في العراق ولا زالت الحكومة عرجاء غير مكتملة ، متباطئة في سيرها ، متعثرة في طريقها . فبعد سجالات واسعة واجتماعات مطولة واتهامات متبادلة وفرض مرشحين ورفض آخرين وتهديدات غير لائقة من بعض الساسة تم التصويت على نواب رئيس الجمهورية بقبول البعض وتذمر البعض الاخر ، وهناك من ينظر الى ان عدم وجود الكفاءة لدى احد النواب الفائزين وفشله في التجربة السابقة هو محك الفشل المستقبلي لدى الحكومة .كان من تمني الشعب العراقي ان تكون له حكومة ذات شراكة وطنية حقيقية تقوده الى بر الامان وأن تؤدي الامانة التي وهبها لها في وضع ثقته بها عندما اختتمت الاصابع بالحبر البنفسجي ، إلا انه كل ماحلم به هذا الشعب المظلوم لم يتحقق ، وكل مايحدث لم يصب في المصلحة العامة .فالصراع مستمر في اختيار الوزراء الامنيين ومازالت دوامة الغاء وترشيح آخرين مستمرة وهنا يتساءل المراقبون ؟ متى تكتمل الحكومة العرجاء كي تلتفت إلى عملها الصحيح ؟ والى اين سيؤدي بنا هذا الصراع ؟ وماهو الحل ؟امامنا خطر كبير وللأسف لايعقله العقلاء فان سياسة الشخص الواحد او الحزب الواحد وغريزة المصالح الشخصية الموجودة في فكر اغلب الساسة هو السبب الرئيسي في كل مايحدث من صراعات وعناد وتلكؤ والابتعاد عن الموضوع الرئيسي وهو (بناء الدولة الديمقراطية ) ، فمفهوم الشراكة الخاطئ لدى بعض الشخصيات السياسية اعاد الكتل السياسية إلى مطب المحاصصة الحزبية وبالتالي يعيدنا إلى المربع الاول وهو الخطر الاكبر حيث ان الاختلاف يؤثر على الشارع الجماهيري ، وهذا ما نخاف منه ان يحدث .كما ان هذه الصراعات قد كثفت الضباب امام اعين الساسة وانستهم اهم ملفين وهو الملف الامني والملف الخدمي ، حيث ازدادت في الاونة الاخيرة توترات امنية في اغلب محافظات العراق إلى جانب التلكؤ في الخدمات واطلاق الاعذار الغير المشروعة امام عدم توفيرها والدخول في زوايا للحد من تهدئة الجماهير وتذمرهم حيث اطلقت الحكومة بادرة المائة يوم التي لا جدوى منها سوى التخدير وضياع للوقت كما نعلم ان المائة يوم لم يبقى منها إلا ايام قليلة فما عسى الحكومة ان تفعل وماهو جوابها .
https://telegram.me/buratha