اسعد راشد
الموقف الامريكي من تكتل الظلامية العربية وتكتل اخر اسمه"ايران العراق وحلفاء جدد"!
لاشك ان اعلان مجلس التعاون الخليجي بقبول انضمام الاردن وحتى المغرب كاعضاء في المجلس يشكل خطوة غير موفقة ومشبوهة في اهدافه في ظل تصاعد الدعوات العالمية لتغيير النظم الديكتاتورية والمستبدة واستبدال حكام ديناصوريين طغاة ليس لهم تفكير غير المكوث لمدى الحياة في السلطة وتكديس الثروات المنهوبة من الشعوب الى نظم ديمقراطية قائمة على ارادتها.
خطوة مجلس التعاون قابلها ازدراء واسع من قبل اكثر الدول الديمقراطية والحرة في العالم اعتبرها المراقبون استباق للوقت وهروب الى الامام خاصة وان تلك الدول المدعوة لنادي الطغاة الخليجي تمتاز بامور وتختلف في امور عن ذلك المجلس وهناك مشترك واحد فقط يجمعه والذي سوف نتطرق اليه قليلا بعد ان نسهب في الامور المذكورة .
ان ضم الاردن وثم المغرب الى مثل هذ التكتل الخليجي الديناصوري العفن لا يستطيع ان يغير شيئا من حقيقة الجغرافيا وديمغرافيا المنطقة التي يشكل العراق وايران احدى اكبر التكتلات الاقليمية بمواردها البشرية وبمساحتها الجغرافية وبعمقها الاستراتيجي الذي لا يستطيع العالم الاستغناء عنها او حتى تجاوزها فكيف بتجاهلها!رسالة مجلس التعاون الخليجي في هذا القرار المفاجئ ذات بعدين وشقين :الاول ان مجلس التعاون على الاثم والعدوان والاستبداد يريد بذلك توجيه رسالة الى العراق وايران مضمونها ان تلك "الدول" سوف تكون قوية ومتماسكة وان عمقها يمتد ليصل الى شمال افريقيا في المغرب العربي!! وانها قوية بما فيه الكفاية لتلتف على ايران والعراق مجتمعة !.الثاني ان مملكة ال سعود توجه رسالة مباشرة الى امريكا والغرب بانها تستطيع بمفردها ومن خلال تزعمها نادي الطغاة والانظمة الديناصورية الملكية والوراثية ان تلعب دور حاميها والمدافعة عنها في وجه تحديات الثورات المطالبة بالديمقراطية ورحيل الطغاة وهي اي مملكة التطرف السعودية تريد بذلك تحدي الارادة الامريكية وتجاوز دورها بل والتحريض لضرب حتى مصالحها بعد ان لمست تلكأ واشنطن في انقاذ حليف ال سعود في مصر حسني مبارك وتركه ليواجه مصيره المشؤوم بين السجون والمستشفيات !
لكن والاهم في كل ذلك بعد قرار تلك الديناصوريات الهرمة بضم الاردن والمغرب الى ناديها ليس فقط انه لن يؤثر على مسيرة السقوط الحتمي لتلك الانظمة وفشلها في الوقوف امام توسونامي الثورات والديمقراطيات القادمة وانما هي بدأت بضرب المسمار الاخير في نعش "المجلس القبلي" في الخليج وبدات معالم تمزقه بالبروز خاصة وان هذا التجمع الوهمي يفتقد لابسط مقومات البقاء والاستمرار مع قيام التكل الجديد الذي سيتشكل من "ايران والعراق" وحلفاء جدد لا ندري قد تكون سوريا احداها وقد تكون اليمن بعد سقوط المجرم "صالح" ايضا احداها !معالم قيام ذلك التكتل غدت واضحة في مواقف قادته وتصريحاتهم والتنسيق القائم بين ايران والعراق في عدد من القضايا المهمة في المنطقة خاصة في قضية الاحتلال السعودي للبحرين ودعم ثورة شعبها الابي ‘ وجاء تصريح رئيس اركان الجيش العراقي بابكر زيباري حول ضرورة "قيام منظومة امنية" بين العراق وايران ليشكل ضربة قاصمة لمحور الشر والارهاب السعودي خاصة اذا علمنا ان مثل هذه المنظومة الامنية التي اعلن عنها الزيباري سوف تحظى بمباركة الدول الديمقراطية والحرة خاصة وان الامريكيين لا يمانعون في ذلك بعدما لمسوا حقيقة ان السعوديين يشكلون خطرا مستقبليا على مصالحهم وان الطريق الذي اختاروه بعد غزو البحرين يعكس التخبط والتهور وعدم الاتزان ومؤشر خطير على السير بعكس حركة التاريخ والشعوب.و ياتي مؤتمر "الحرب على الارهاب" المنعقد في طهران وبمشاركة عشرات الدول ومنظمات المجتمع المدني العالمية وحضور يهودي معتدل ضمن ذات التوجه الذي يسعى اليه التكتل الجديد لمواجهة التطرف السلفي الوهابي السعودي ودوره المشبوه في جر المنطقة الى بؤرة الارهاب ودعم التنظيمات الدينية وبلبوس طائفي خبيث ‘ المؤتمر بحد ذاته رسالة واضحة يفهمها المعنيون شرقا وغربا!
التكل العراقي الايراني وبما يشكله من عمق استراتيجي وتكتل بشري هو الاهم في المنطقة خاصة اذا علمنا ان البلدين يطلان على الخليج الفارسي ـ وهو المصطلح الدارج تاريخيا في وثائق الامم المتحدة ـ وحدودهما من الجنوب يمتد حتى بحر عمان و بحرالعرب ومن الشمال يمتد لشرق ووسط اسيا ! وبشريا فان عدد سكانهما يبلغ اكثر من 120 مليون انسان وفي حال انضمام سوريا واليمن فان هذه الدول سوف تشكل اكبر تجمع بشري في المنطقة يتجاوز عدده اكثر من 160 مليون انسان باغلبية شيعية ساحقة لا يستطيع اي قوة بشرية اخرى في الخليج ان يضاهيها حتى تركيا التي تجري المحاولات لجرها الى المستنقع الطائفي لا تستطيع فعل شيئ خاصة اذا علمنا ان تركيا تفتقد الامكانية الاقتصادية اما بشريا فهي مقسمة الى سنة وعلويين واكراد‘ العلويون لوحدهم يشكلون ثلث السكان والاكراد لا يستهان بهم .ولو رجعنا الى القوة الاقتصادية للتكتل الايراني العراقي فمن حيث الثروة فان نفط العراق وايران يكفي لاغراق العالم بكل احتياجاته ولا يستطيع الغرب وامريكا الاستغناء عنه كما ان العراق الديمقراطي يحظى اليوم بدعم كل القوى الديمقراطية الكبرى ‘ هذا التجمع البشري يستطيع بثرواته وعمقه الاستراتيجي وموقعه المهم جغرافيا ليس فقط ان يجهض اي محاولات التاَمر السعودي والارهاب العربي وانما يشكل بؤرة التحول الديمقراطي في المنطقة لمواجهة التطرف الديني السلفي الذي بدأ يطل برأسه الخبيثة من جديد وفي ثوب اخر من مهلكة ال سعود وتوابعها! وهو ما قصدنا بالقاسم المشترك الذي يجمع ( 6 + 2) اي مجلس التعاون على الطغيان والاردن والمغرب ‘حيث ان ما يجمع بين الدول الثمانية هو انتشار السلفية الظلامية والتطرف الديني والارهاب الوهابي فيها وتبني عدد من تلك الدول رسميا دعم المتطرفين وتغذية الارهاب السلفي الذي بدأ يستجمع قواه مجددا في تلك الدول وبمساندة مهلكة ال سعود‘ولابد من معرفة ان ليس هناك ثمة ميزة تتميز بها تلك الدول خاصة الاردن والمغرب وحتى الدول الخليجية فانها تفتقد ابسط مقومات الحضارة والمدنية .
لقد نسي "التعاونيون" الخليجيون ان العراق بمحاذاته لحدود الكويت والسعودية والاردن وبعمقه الجغرافي مع ايران وامكانياته الاقتصادية والبشرية ليس فقط قد افشل وسيفشل كل مخططاتهم الارهابية وانما باستطاعته ان لزم ان يهدم سدود الجغرافيا والحدود ويعيد الامور الى نصابها التاريخي خاصة مع انبعاث الارهاب السعودي وتزعمه لمشروع دعم التطرف الديني السلفي وطموحه في الهيمنة على الخليج .
https://telegram.me/buratha