المقالات

الإمام السيستاني تجسيد لديمقراطية الإسلام الشيعي

949 21:50:00 2011-05-15

وليد المشرفاوي

واجه العراقيون بعد سقوط النظام ألصدامي مشاكل جمة وكان للسيد السيستاني دور كبير في الحفاظ على امن واستقرار البلاد ,ومن ابرز ما أفتى به هو حرمة التعدي على الأموال العامة بعدما فتح الأمريكان الباب على مصراعيه لنهب وسلب وتحطيم البنى التحتية للعراق على يد شرذمة من العراقيين الذين فعلوا ذلك بقصد التشفي من حكومة صدام التي أذاقتهم الهوان , وأعقب ذلك فورة غضب من جميع العراقيين على أتباع صدام وضباط الأمن والمخابرات الذين أمعنوا في إذلال العراقيين ,فأراد العراقيون الانتقام من جميع أتباع حكومة النظام المقبور ألا إن السيد السيستاني ادرك خطورة هذا الموقف لأول وهلة لأنه بالتالي يجر إلى مذابح جماعية وحرب أهلية لها أول وليس لها آخر بين صفوف العراقيين ,فاصدر فتوى تقضي بحرمة الاقتصاص من البعثيين وأتباع النظام ويترك هذا الأمر حتى تشكيل محاكم شرعية تبت في مثل هذه الأمور للتحقيق بشأن كل من ثبتت عليه جريمة التورط بدماء العراقيين,وأعقب ذلك أعظم فتوى على الإطلاق من وجهة النظر السياسية والتي سميت بفتوى الدستور تمييزا لها عن غيرها والتي رفضت أن يكتب دستور البلاد من قبل المحتل أو من يعنيه لأجل ذلك لأنه ليس له صلاحية ذلك بل هذا موكول إلى انتخاب جمعية تتولى هذا الشأن , كل هذه الوقائع من السيد السيستاني تدعونا إلى التأمل بعدة أمور :منها إن السيد السيستاني عمل ذلك من منطلق إنساني بحت فضلا على انه واجب شرعي يتحتم عليه البت به وفق توليه لمسؤولية المرجعية ,وثانيا إن هذا التكليف الذي قام به السيد السيستاني ينبئ عن تطبيق فعلي لديمقراطية تطبيقية في الإسلام ليس لها نظير في كل العالم وهي إن اختيار مرجع التقليد عند الشيعة لا يتقيد باللون أو العرق أو القومية بل وفق اطر خاصة تبتني على أصول ديمقراطية شفافة وهي عدالة المرجع واعلميته وغير ذلك من أمور تتولى الكتب الفقهية التعرض لها ,أما البلد والقومية فكلها تذوب عند اختيار المرجع ونتيجة ذلك الاختيار تكون مسؤولية المرجع أن يتولى شؤون أتباعه سواء كانوا في العراق ام في غيره ,فالسيد السيستاني عندما انبرى لوضع حلول لمشاكل العراقيين العصيبة لا من منطلق قومي أو مذهبي أو طائفي بل من منطلق الحس بالمسؤولية الإنسانية والإسلامية التي يضطلع بأعبائها , وهذا من روائع الديمقراطية عند الشيعة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
زيــــــد مغير
2011-05-17
الى كل من يتجاوز على المرجعية وعلى رجال الحوزة العلمية تذكروا حديث جلالة النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وآله ( من ولى نفسه ويوجد من هو أعلم منه فليتبوأ مقعده من النار ) , وجود السيد آية الله العظمى علي السيستاني (دام ظله ) هو الكرامة والعز والسلام . تحية للأخ وليد وجزاك الله خيرا ً
hasn saif
2011-05-16
الهم احفظ علماؤنا ومراجعنا ووفقهم لخير المسلمين وارحم مراجعنا الماضيين وسدد السيد السيستاني لوحدة العراقيين خصوصا والمسلمين عموما ومشكور اخي صاحب هذه المقالة الواقعية على هذا الموضوع وبارك الله فيك
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك