عمار احمد
يقول الخبر الذي نقلته وكالة انباء كيودو اليابانية ان رئيس الوزراء الياباني ناتو كان اعلن عن تخليه عن راتبه وعن كل مايتقاضاه من مكافات نصف سنوية ابتداء من شهر حزيران المقبل وحتى انتهاء الازمة النووية التي تعيشها بلادها جراء اعاصير تسوناني والزلازل التي ضربت اليابان وتسبب بكوارث كبيرة منها تعطل محطة فوكوشيما النووية.وللوهلة الاولى فأن أي شخص يمكن ان يسأل وماذا ينفع راتب رئيس الوزراء ازاء خسائر مادية باهضة بلغت مئات المليارات من الدولارات؟هذا السؤال نفسه الذي يطرحه عدد من اعضاء مجلس النواب العراقي واصحاب الدرجات الخاصة عندما تثار قضية تخفيض رواتبهم الى النصف او مستوى اخر.. اذ يقولون اذا كان خفض رواتبنا سسيحل مشكلة الفقراء ومشاكل ملايين الناس من فقدان خدمات الى بطالة الى فقر الى جوع الى مرض، فأننا مستعدون للتخلي عن رواتبنا بالكامل.وانا ومعي ملايين العراقيين متأكدون ان هؤلاء السادة الكرام حتى لو كانوا متأكدين مليون بالمائة ان خفض رواتبهم واميتازاتهم سيحل مشاكل البلاد والعباد ماكانوا يوافقون على خفضها حتى ولو بنسبة عشرة بالمائة وليس خمسين بالمائة.اذا نعود الى التساؤل السابق المطروح، وبحسب منطق كبار المسؤولين العراقيين ماذي سيفيد راتب رئيس الوزراء الياباني ، هل سيحل مشكلة الناس الذين فقدوا بيوتهمو واموالهم ومصالحهم ووظائفهم، وهل سيعيد اعمار البلاد ، وهل سيصلح محطة فوكوشيما النووية؟؟..لن يفعل راتب رئيس الوزراء الياباني أي شيء من ذلك.ولكن الفرق بين ناتو كان والمسؤولين العراقيين، هو ان هناك شعورا وطنيا واحساسا بالمسؤولية ونكرانا للذات يفتقده الكثير من المسؤولين العراقيين الذين لايهمهم كثيرا ان شرقت البلاد او غربت بقدر ما يهمهم حصولهم على اكبر مقدار من الرواتب والامتيازات والابهة والجاه على حساب الدماء والارواح والكرامات.ويجب ان نشير هنا الى انه في مقابل الفساد المالي والاداري الضارب في كل زوايا العراق من دون ان يظهر شخص واحد يعترف بأقل مقدار من المسؤولية يعلن وزير ياباني استقالته من منصبه بسبب تلقيه هدية بمقدار ستمائة دولار فقط لاغير، وليس ستمائة الف، او ستة ملايين، او ستين مليون...اعتقد ان كل مسؤول عراقي سمع او قرأ هذا الخبر سيضحك كثيرا ويقول (والله هذا بطران.. او والله هذا كمش)!!.
https://telegram.me/buratha