احمد عبد الكريم
تم التصويت على نواب رئيس الجمهورية كسلة واحدة,اعتقدت لوهلة اننا في سوق الخضرة,حيث يضع البائع في كثير من الاحيان فاكهة لايستطيع بيعها مع فاكهة يشتريها البائع,وابسط مثال على ذلك هو ان يضع في كيس من التفاح الجيد تفاحتين فاسدتين حتى يمشيها على الزبائن, وهذا طبعا من باب الغش, ولكن في مفهوم السوق العراقي الان فهو من باب الشطارة, ولان مجلس النواب من الشعب واليه فقد اتخذ مجلس نوابنا العتيد جميع امثلة الشطارة,كجزء لايتجزء من قانونه الداخلي, وشطارته هذه يمشيها على ابناء هذا الشعب المستضعف,ولكن للاسف فبالنسبة لكثير من المحللين فان هذا الشعب يستحق ذلك لسبيبين اولهما لانه هو من قام باختيار هؤلاء النواب والسبب الثاني انه شعب ذليل قد قبل بهذا الواقع ولايحرك ساكنا.لاول وهلة فان هذا الانطباع هو انطباع صحيح, ولكن تفاصيله معقدة,لان الشعب قد وقع اختياره على خمسة عشر نائبا في هذا البرلمان هم الذين تخطوا القاسم الانتخابي, ولكنه ثمن ندفعه بسبب القانون الانتخابي الذي يسمح بصعود ثلاثمائة وعشر نائب لايستحقوا مواقعهم وسببه توزيع الاصوات بين الاحزاب التي وضعت اساسا هذه القوانين والتي عن طريقها وصلوا لمواقعهم,ولكن السؤال هو لماذا كل هذا الاقتتال من اجل الكرسي البرلماني,انه ليس اقتتال من اجل الحق او تطبيق الحق او رفع الظلم بل انه لتوطيد هذا الظلم ومن اجل المنافع الشخصية والشعب يعلم كل ذلك,ويعلم كذلك بان هذا العدد من اعضاء مجلس النواب اكثر مما يستحقه لتشريع القوانين فهي ليست بالكثرة,بل بالنوعية,وهذا درس لنا جميعا في الانتخابات القادمة.عندما يهدد نائب السلة الواحدة بنسف العملية السياسية اذا لم يختاروا اسمه فهو قد نسفها بتصريحه هذا, وقد ذكرنا بتهديدات القائد الضرورة قبل ثمان سنوات حينما كان يهدد بحرق العراق وهذا ما فعله, فهو قد حرقه حين قتل وشرد ابناء العراق وقتل علمائه وضرب شعبه بالكيميائي ودفن اهل الجنوب وانفال الشمال مع الاثار التي نهبت فيما بعد عن طريق الاميركان, وحرقه حينما وضع نظام الفساد والظلم الذي لازال قائما حتى الان, واليوم ايضا احترقنا مرة اخرى حينما تم التصويت بسلة واحدة وحينما استطاع السادة النواب الذين اتخذوا من القانون شعارا لهم من تنفيذ ما ارادوا,من باب (نلعب لو نخرب الملعب),لازال المقبور بطل العرب سيد المقابر الجماعية يحكم ,يحكم لان الفساد الذي ورثناه منه لازال قائما وقد استقوى بنظام المحاصصة, ذلك الفساد والذي وعدنا السيد المالكي بالقضاء عليه قبل خمس سنوات,لايزال هذا الفساد هو الحاكم. يحكم باسم عدم اختيار الوزراء الامنيين,يحكم باسم التصويت بسلة واحدة على شخصية قد رفضت حينما كان التصويت على كل اسم بمفرده, فليس صدام ونظامه من انتصر في خلق دولة الفرهود بل ان استمرارها هو الانتصار للظلم والطغيان ونحن جميعا معنيون بتغيير هذا الواقع,( ان الله لايغير مابقوم حتى يغيروا مابانفسهم), يجب ان نغير مافي نفوسنا, ونرفض واقع الحال الذي اوصلنا لتقبل ما نعيشه كل يوم,من انعدام للكهرباء وتوفرها للمنطقة الخضراء وشحت الماء الذي الذي انعمنا الله بدجلته وفراته يلج كأنه بطون الحيات تشرب منه كلاب السواد وخنازيرها ويشح على العراقيين, انه ماأنفك زمن الطفوف.ان تتوسل الحكومة العراقية من الاحتلال الصديق لحفظ ماء الوجه بدفع تعويضات لما تسببه من ضحايا قتلا او جرحا لاسر الضحايا,مثلما عمل اليهود في كل ارجاء المعمورة لضحاياهم قبل اكثر من ستون سنة فحتى يومنا الحاضر, فليكن اليهود لكم اسوة حسنة يامجلس وزرائنا, ثم تعالوالنعطي لااطفال مدينة الصدر نفس فرص اولاد مجلس النواب من عيش كريم وكرامة انسانية, فهم بعين الله سواسية,فلنعطي لاهل العمارة فضلات البترول الذي اختلط بانهار الخيسة لعدم وجود المجاري والتي تملأ شوارع هذه المدينة التي ضربت عليها الذلة مثل اكثر مدن هذا الوطن المسلوب, لنعتبر كل الف عراقي يقف بالطابور ليقبض راتبه التقاعدي الذليل مقابل كرامة احقر عامل في شركة بلاك ووتر,فالنرجع ابناء هذا الوطن الذين هجروا او هجروا من بيوتهم بسبب مجموعة من القتلة تتكلم باسم الدين من فكر متطرف منبعه بلاد مهبط الوحي,ودعمه اساسا من الذي يحاربه اليوم واقصد الولايات المتحدة,ونعطي لهؤلاء المهجرين معسكر مثلما فرض علينا ان نعطيه لمنظمة ارهابية(خاق) فالنعتبرهم منظمة فرضت علينا يامجموع وزراءنا الامنيون الغائبون,انها قائمة طويلة تحتاج الى مجلدات تدرس للاجيال لتكون عبرة للندم الذي نشعر به كل يوم بعد ان لوثناه باللون البنفسجي,المهم ياسيد رئيس الوزراء قبل ان تحل البرلمان وتسقط الحكومة اخرج لهذا الشعب وتأسف لما حدث فأنها الكرامة الوحيدة التي بقت لدينا كشعب لكي نشعر باننا بشر ونستحق الاعتذار من شخص أؤتمن على امانه ولم يوفيها, انها الشعور بالمواطنة, هذا الشعور الذي سرقه النظام السابق ووضعه في خزنته وقفل عليها,فاليوم الشعب قد اعطاك هذا المفتاح, وانها ليست مسالة مئة يوم.
https://telegram.me/buratha