خضير العواد
لقد عشنا في ظلم النظام البائد وناضلنا وكافحنا وأعطينا خيرة الشباب من الشهداء من أجل جلب السلام والحرية والأمان الى شعبنا المظلوم من مئات السنين , ولكن صدمتنا كانت لا توصف بعد أن غُير النظام وتصدت للحكم التنظيمات التي بسببها ضحت العوائل بالألاف من شبابها المثقف الواعد,وبسبب الأسم اللامع لهذه التنظيمات هرعت الجماهير لأنتخابهم لسدة الحكم لأنهم أي العوائل تشهاد أولادها الشهداء بهم لأنهم رافقهم في الدرب , الفارق بينهم أنهم تركوا الساحة للبعثين وهربوا وأولادهم ضحوا وأستشهدوا من أجل العراق والعراقيين .فتصدوا للحكم وجلبوا البعثيين للمناصب الأمنية تحت حجة أنهم من أهل الخبرة وقلوبهم قاسية في القتل والتعذيب وليس عندهم ذمة ولا ضمير ويبيعون كل شئ عندهم بدولارات , فتراهم في الصباح يجوبون الشوارع من أجل القضاء على ألأرهاب وفي الليل يهربونهم تحت جنح الظلام مرة من شباك الحمام وأخرى يهربون بسبب الحريق وثالثة يسرقون سلاح الحراس ويقتلون الشرفاء منهم كما في الأفلام الأمريكية طبعاً السيناريوا والأخراج عراقي في مكاتب الأجهزة الأمنية ومن ثم يأتي التحقيق تلو التحقيق حتى ضرب العراق الرقم القياسي بكثرت التحقيقات ولا يخجل أي مسؤل في الدولة من رئيس الوزراء الى أصغر موظف عندما يقول سوف نحقق أي بمعنى سوف يغلق الأمر في المزابل , أما الأرهابيون والقتلة فلم يتركهم قلب الحكومة العطوف على أمثالهم بل أدخلهم الى العملية السياسية تحت مسمى المصالحة الوطنية وأغدق عليهم المناصب المهمة من أعضاء برلمان ووزراء ومدراء عامين وضباط يشار لهم بالبنان, وبين فينة وأخرى يخرج لنا في الأخبار انهم حماة الأرهاب في بيوتهم تصنع السيارات المفخخة والعبوات الناسفة التي تقتل الشعب العراقي, وهم انسفهم يعطلون أقرار قانون مكافحة الأرهاب أي بمعنى حاميه حراميه , وأما الفساد الأداري تلاحظه من شكل المسؤول قبل أن يكون مسؤلاً وبعد المسؤلية , قبلها تلاحظه بسيط ملابسه أعتيادية وجسمه نحيف ويرفض بقاء المسؤليين في المناصب لفترات طويلة بدون تغير, وشعره يمشط مرة وينساه أخرى ,وبعد ألأنتقال الى عالم المسؤولية كل يوم بدلة جديدة ورباط عنق أخر موديل والكرش يظهر بين ليلة وضحاها والشعر حفر والكرسي لايفارقه فياخذه معه أينما ذهب تحت حجة وظيفتي خدمة الشعب ولن أترك الكرسي حتى أموت لأن الجلوس عليه يحلوا مع الأوامر والصفقات والرشوات والمشاريع الوهمية والتصريحات النارية , وأما عالم السياسة في العراق فأمره غريب فكلهم في الحكومة مشاركون وجميعهم ينقدونها ويريدون أسقاطها وجميعهم يصرحون في كل لحظة وتصريحاتهم تضرب أحداها الاخرى ولا تعلم اين المعلومة الصحيحة وجميع الكتل تريد الخير للعراق وجميعهم لايمررون أي قانون فيه خير الشعب ولايتنازلون للمصلحة العليا لأنهم يشعرون المصلحة هم وبقائهم في سدة الحكم فيه خير الناس , فجميعهم متحابين واصدقاء في اللقاءات واعداء في التصريحات , يحاولون تهدأت الأوضاع بالكلام ويفجرون الشوارع بالمواقف والتصرفات , عندنا قانون لايطبق إلا على التوافه من القضايا ويترك المهم بيد السياسة والمصالحة الوطنية , فلا يقتص من الارهابيين والقتلة والمجرمين والسراق والفاسدين والجميع يقول قضائنا مستقل وعنده مهنية في العمل ولكنه لم ينفذ أي قرار فترك الجناة في السجون لكي يهربون .فهل هذا هو العراق الذي ضحى من أجل مستقبله الشهداء واعطى من اعمارهم السجناء وعانت ماعانت الأمهات وعاش الشعب كل المظلومية , فهل يستحق حكومة بهذه المواصفات مملؤة بكل السلبيات وتعيش نهارها بالمتناقضات .
https://telegram.me/buratha