المقالات

بلد المتناقضات

825 10:21:00 2011-05-16

خضير العواد

لقد عشنا في ظلم النظام البائد وناضلنا وكافحنا وأعطينا خيرة الشباب من الشهداء من أجل جلب السلام والحرية والأمان الى شعبنا المظلوم من مئات السنين , ولكن صدمتنا كانت لا توصف بعد أن غُير النظام وتصدت للحكم التنظيمات التي بسببها ضحت العوائل بالألاف من شبابها المثقف الواعد,وبسبب الأسم اللامع لهذه التنظيمات هرعت الجماهير لأنتخابهم لسدة الحكم لأنهم أي العوائل تشهاد أولادها الشهداء بهم لأنهم رافقهم في الدرب , الفارق بينهم أنهم تركوا الساحة للبعثين وهربوا وأولادهم ضحوا وأستشهدوا من أجل العراق والعراقيين .فتصدوا للحكم وجلبوا البعثيين للمناصب الأمنية تحت حجة أنهم من أهل الخبرة وقلوبهم قاسية في القتل والتعذيب وليس عندهم ذمة ولا ضمير ويبيعون كل شئ عندهم بدولارات , فتراهم في الصباح يجوبون الشوارع من أجل القضاء على ألأرهاب وفي الليل يهربونهم تحت جنح الظلام مرة من شباك الحمام وأخرى يهربون بسبب الحريق وثالثة يسرقون سلاح الحراس ويقتلون الشرفاء منهم كما في الأفلام الأمريكية طبعاً السيناريوا والأخراج عراقي في مكاتب الأجهزة الأمنية ومن ثم يأتي التحقيق تلو التحقيق حتى ضرب العراق الرقم القياسي بكثرت التحقيقات ولا يخجل أي مسؤل في الدولة من رئيس الوزراء الى أصغر موظف عندما يقول سوف نحقق أي بمعنى سوف يغلق الأمر في المزابل , أما الأرهابيون والقتلة فلم يتركهم قلب الحكومة العطوف على أمثالهم بل أدخلهم الى العملية السياسية تحت مسمى المصالحة الوطنية وأغدق عليهم المناصب المهمة من أعضاء برلمان ووزراء ومدراء عامين وضباط يشار لهم بالبنان, وبين فينة وأخرى يخرج لنا في الأخبار انهم حماة الأرهاب في بيوتهم تصنع السيارات المفخخة والعبوات الناسفة التي تقتل الشعب العراقي, وهم انسفهم يعطلون أقرار قانون مكافحة الأرهاب أي بمعنى حاميه حراميه , وأما الفساد الأداري تلاحظه من شكل المسؤول قبل أن يكون مسؤلاً وبعد المسؤلية , قبلها تلاحظه بسيط ملابسه أعتيادية وجسمه نحيف ويرفض بقاء المسؤليين في المناصب لفترات طويلة بدون تغير, وشعره يمشط مرة وينساه أخرى ,وبعد ألأنتقال الى عالم المسؤولية كل يوم بدلة جديدة ورباط عنق أخر موديل والكرش يظهر بين ليلة وضحاها والشعر حفر والكرسي لايفارقه فياخذه معه أينما ذهب تحت حجة وظيفتي خدمة الشعب ولن أترك الكرسي حتى أموت لأن الجلوس عليه يحلوا مع الأوامر والصفقات والرشوات والمشاريع الوهمية والتصريحات النارية , وأما عالم السياسة في العراق فأمره غريب فكلهم في الحكومة مشاركون وجميعهم ينقدونها ويريدون أسقاطها وجميعهم يصرحون في كل لحظة وتصريحاتهم تضرب أحداها الاخرى ولا تعلم اين المعلومة الصحيحة وجميع الكتل تريد الخير للعراق وجميعهم لايمررون أي قانون فيه خير الشعب ولايتنازلون للمصلحة العليا لأنهم يشعرون المصلحة هم وبقائهم في سدة الحكم فيه خير الناس , فجميعهم متحابين واصدقاء في اللقاءات واعداء في التصريحات , يحاولون تهدأت الأوضاع بالكلام ويفجرون الشوارع بالمواقف والتصرفات , عندنا قانون لايطبق إلا على التوافه من القضايا ويترك المهم بيد السياسة والمصالحة الوطنية , فلا يقتص من الارهابيين والقتلة والمجرمين والسراق والفاسدين والجميع يقول قضائنا مستقل وعنده مهنية في العمل ولكنه لم ينفذ أي قرار فترك الجناة في السجون لكي يهربون .فهل هذا هو العراق الذي ضحى من أجل مستقبله الشهداء واعطى من اعمارهم السجناء وعانت ماعانت الأمهات وعاش الشعب كل المظلومية , فهل يستحق حكومة بهذه المواصفات مملؤة بكل السلبيات وتعيش نهارها بالمتناقضات .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك