محمد التميمي
منذ الان تقريبا وحتى نهاية هذه السنة سيشهد العراقيون مزايدات سياسية كبيرة وعجيبة غريبة حول انسحاب القوات الامريكية من العراق او عدم انسحابها.وهذه المزايدات ستكون لها ميادين واسواق عديدة وستتخذ اشكال مختلفة.ومن بين اهم الميادين والاسواق هو مجلس النواب الذي سترتفع فيه اصوات وتضج بشعارات الوطنية والسيادة والاستقلال، ومن المحتمل ان تحدث صراعات ومواجهات بالالسن وبالايدي ايضا.ووسائل الاعلام ومن بينها وابرزها القنوات الفضائية ستكون ميدانا وسوقا اخر للمزايدات، حيث بدأنا من الان نشاهد سياسيين ومحللين ومراقبين وخبراء بكل الامور يتنابزون ويتبارون كالديكة ، لكن مع حرص على رفع شعارات الوطنية البراقة والتسابق على ذلك سواء اختلفوا في وجهات النظر او اختلفوا. وستكون للصحف والمواقع الالكترونية والاذاعات حصة غير قليلة في المزايدات.وفي مجلس الوزراء وفي كل مكان يتواجد فيه ساسة البلد واصحاب الرأي من جهابذة الفكر الاستراتيجي وهواة الكلام والهذر الكثير ستفتح ابوابا لسوق المزايدات السياسية على بقاء او انسحاب القوات الامريكية من العراق.وفي اماكن اخرى وبعيدا عن الانظار والاضواء والجماهير وخلف الغرف المغلقة في داخل السفارة الامريكية العتيدة في داخل المنطقة الخضراء وفي اماكن اخرى مماثلة لها سيكون هناك كلام اخر تغيب وتتلاشى منه الشعارات الرنانة والمزايدات على الوطنية، وتحضر فيه المساومات والتساومات والتوسلات والاحاديث والتنظيرات الفلسفية عن متطلبات واحتياجات المرحلة المقبلة من الناحية الامنية. ولكن لن يجرأ احد ان يتوقف عن المزايدات ويفصح عن حقيقة مواقفه، وكل طرف سيلقي الكرة بملعب الطرف الاخر، والسيد رئيس الوزراء الماسك بزمام كل الامور تقريبا اول من تنصل عن المسؤولية ليقول ان قرار بقاء القوات الامريكية يجب ان تتخذه كل القوى السياسية، وهكذا سنسمع كلام كثير وطويل وسنشهد احداث مثيرة خلال الاشهر القادمة.
https://telegram.me/buratha