المقالات

كفوا ألسنتكم وأقلامكم عن السيد السيستاني

1635 15:09:00 2011-05-16

وليد المشرفاوي

انه قدر العظماء أن يظلوا على الدوام موضع انتقاد وحسد من الناس,ولأنه احد عظماء عصره لقد سلطت الأضواء كاملة على شخص السيد السيستاني(دام ظله) وصار الشخصية العالمية الأولى ,فمن السذاجة بمكان أن نقول بأن من يتعرض للسيد السيستاني هو جاهل بمكانته وعلو مقامه لأنهم يعرفون جيدا من هو السيد السيستاني ,وياليت التهم الموجهة إليه كانت ذات قيمة !فهم يتهمونه بالفارسية ويعلمون بأنه إمام في اللغة العربية وضليع في الفقه وأصوله , فضلا عن كونه سليل الدوحة العلوية الهاشمية القرشية العربية ,واتهموه بتخزين الأموال وهم يعلمون بأنه علم في التقوى والورع والعرفان والزهد في مال الدنيا وزخرفها وقد رآه العالم اجمع من خلال الصورة الوحيدة التي تتكرر في وسائل الإعلام كيف يجلس على الأرض ويعيش بتقشف بالغ في غرفة متواضعة ليس فيها سوى الكتب والمراجع ,واتهموه بالصمت وهم يعلمون انه يتربع على قمة المسؤولية والتحلي بالحكمة في معالجة الأمور في بلد كثير التناقضات ,ويعلمون انه قد تكلم عندما كان الكلام ضروريا وسكت عندما دعت الحاجة ,ويعرف العقلاء بأن السكوت في بعض الأحيان يكون ابلغ من الكلام في التعبير عن موقف معين,واتهموه بعدم حمل الجنسية العراقية وهم يعلمون بأنه مقيم في النجف الاشرف منذ أكثر من نصف قرن من الزمان, وان الجنسية لا تسوى عنده جناح بعوضة ولو أرادها لقدمت أكثر من دولة جنسيتها له ولو أراد مكانا يسكن فيه لعرضت أكثر من دولة استضافته على أراضيها باعتباره يمثل أعلى مرجعية للطائفة الشيعية في العالم , كما انه لم يدع يوما انه عراقي أو تركي أو إيراني ونظرته إلى الجنسية هي نظرة قرآنية بحته كما في قوله تعالى(إن هذه أمتكم امة واحدة وأنا ربكم فاعبدون) ,إن الذين ينفثون عليه سموم الحقد والكراهية والحسد والتشهير والذم وجميع ما في قاموس الإساءة من كلمات ويفعلون ذلك ليل نهار وعلى جميع الأصعدة إنما ينضحون بما في أنفسهم باعتبار أن كل إناء ينضح بما فيه ,ولو رأينا ماذا لقي أولئك مقابل ذلك السيل من الإساءات من السيد السيستاني لوجدنا الأناة والتحمل والصبر والحكمة والتدبير والهجر الجميل ,وهكذا فان كل الذين كتبوا ضده وتعرضوا له بالشتم والاهانة إنما شتموا انفسهم واهانواها وان شتائمهم عادت إليهم دون أن يكلف السيد نفسه بالرد عليهم وكما لم يعرف بأن أحدا من مكتبه تصدى للرد على هذا السيل من الاتهامات على أني استطيع أن اجزم إن السيد يدعو لهؤلاء جميعا بالهداية والمغفرة وحسن العاقبة ,والسيد السيستاني بإتقانه أصول المنطق والفلسفة يعرف كيف يزن الأمور حسب الموازين المنطقية التي تعيد الأمور إلى نصابها ,كما إن الفقيه المرجع يعرف متطلبات العصر ويتابع أوجه التطور في القضايا السياسية والاجتماعية ليس في العراق وحده بل في معظم بلدان العالم كونه ليس زعيما لشيعة العراق بل لشيعة العالم , ويعلم كيف يرعى مصالح الناس وفق المعايير الشرعية , بقي أن نقول انه لا يجوز توجيه النقد له من أناس دون مستواه ومن عظيم الظلم وبالغ الإجحاف القول انه لا يفعل شيئا ,وان عدم الخروج غالى الانضواء والزهد في إجراء المقابلات التلفزيونية وقلة التصريحات لا يعني انه بعيد عن الأحداث ,كما إن موقف المرجعية الرشيدة معروف من السياسة معروف , وعدم التدخل في السياسة هو بحد ذاته سياسة ولا ينفي أن يكون لدى المرجعية برنامج حكم ومشروع سياسي , وفي الختام أقول كفوا ألسنتكم وأقلامكم عن السيد السيستاني ودعوه يعمل في جو من الهدوء لصالحكم بعيدا عن الشوشرة ,حفظ الله سماحة الإمام المرجع .. وأدام ظله الوارف.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عمار العكيلي
2011-05-18
عودا على كلامي اخ وليد كنت قد ذكرت ان السيد تم سحب كتابه الرافد في علم الاصول من الاسواق وادخال بعض التعديلات عليه بناءا على طلب احد اقوى رجال الاصول في الوقت الحاضر وحفظا لماء وجه الرجل / اما المغالطة الثانية فهو قولك ان موقف السيد من السياسة معروف وعدم التدخل بالسياسة هو بحد ذاته سياسة / اقول ان التدخل في الجانب السياسي من اهم واجبات المرجع النائب للامام المعصوم لان فيه حفظ لمصالح العباد وقد كان جل ائمة اهل البيت سياسيين من الدرجة الاولى وراعين لمصالح الناس الصغيرة منها والكبيرة / تحياتي الرد
عمار العكيلي
2011-05-18
بسمه تعالى/ اخي العزيز وليد وردت في مقالتك القيمة اعلاه وانا في معرض قراءتها مجموعة من المغالطات التي ينبغي توضيحها وان كان جل ما ذكرته واغلب ما ورد موجود وقد تعرض الكثير من العلماء ليس فقط السيد السيستاني حفظه الله الى اسب والطعن وقد سبوا اجداده العظماء من قبله وهم ائمة اهل البيت / لقدذكرت ان السيد قوي في علم الفقه والاصول * عزيزي وليد اما الفقه فانا والكثير يشهد للسيد بقوته في الفقه الجانب الاخر في الاصول او علم الاصول فانا اخالفك الراي وللحديث بقية
احمد الجادري
2011-05-18
لا فض فوك يا وليد وجعلك الله من خيرة اتباع النبي الاكرم واله الطاهرين وادام الله عز امامنا المفدى الحسيني السيستاني وجعله ركنا يلجأ اليه شعبنا كما هو في كل وقت والخزي والعار لمن اضمر واظهر الحقد والكره لسماحته والله ناصر المؤمنين
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك