عمار العامري
بعد خروج السيد محمد باقر الحكيم من العراق و وصوله إلى الجمهورية الإسلامية في إيران، ألقى كلمة من على منبر صلاة الجمعة في طهران منددا فيها أساليب سلطات بغداد في التعامل مع العراقيين،عندها ازداد غضب النظام وصب جام غضبه على عائلة المرجع الديني الإمام محسن الحكيم، إذ وقفت هذه العائلة في مواجهة السلطة وسياستها، وتزعمت حركة المعارضة العراقية للنظام في العراق، وقد اعتقلت السلطات 96 شخصاً من أسرة آل الحكيم بما فيهم الشيخ الكبير والطفل الصغير والنساء، وتم الاعتقال على أسس غير مقبولة قانونيا أو عقليا وتعرض آل الحكيم للانتهاكات منذ اعتقالهم وسبيهم وتعذيبهم إلى إعدام 16 شخص منهم على وجبتين، كما حاول النظام الإيحاء إلى الشعب العراقي والشعوب الإسلامية إن السيد محمد باقر الحكيم لا يمثل عائلة الإمام محسن الحكيم وتمثل هذا الإيحاء بالضغط على هذه العائلة بالاشتراك في بعض الندوات أو المؤتمرات لكنهم رفضوا ذلك، وحينما أعلن السيد محمد باقر الحكيم، في مؤتمر صحفي موسع عقد في 17 تشرين الثاني عام 1982عن تأسيس (المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق)، وعرف نفسه بأنه الناطق الرسمي للمجلس أصبح الخطر محدقا بعائلة آل الحكيم مع ازدياد طلبة العلوم الإسلامية من شباب العائلة ،وحينها أعلنت الحكومة العراقية عن مؤتمر إسلامي شعبي يشارك فيه رجال الدين، زار مدير امن النجف عائلة أل الحكيم وكان في استقباله السيد محمد رضا نجل الإمام الحكيم وابلغه بان صدام يريد حضور عائلة أل حكيم للمؤتمر وألا فسنعتبرهم معادين فأجابه السيد محمد رضا الحكيم بالرفض واصفا كلامه بأنه غير المجدي، بعدها زار مدير الأمن العام اللواء فاضل البراك النجف الأشرف محاولا ثني العائلة عن موقفها لكنه لم يفلح مما دفع السلطات إلى تعزيز قبضتها على تحركات وخطوات أفراد أسرة آل الحكيم، ما أدى إلى عقد اجتماع لكبار العائلة في بيت الإمام محسن الحكيم، وبعد التشاور والمداولات، قرروا عدم المشاركة في أعمال هذا المؤتمر، وبذلك أصبح لديهم اليقين في أنهم سيتعرضون للاعتقال، فقال السيد عبد الصاحب الحكيم تيمناً بقوله تعالى((قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ))، بعدها تتالت الإحداث، إذ بدأت عملية الاعتقال، في الحادي عشر من يوم 9- مايس- 1983 إذ انتهت عمليات التحري في الساعة الواحدة صباحا أي بعد ساعة من منتصف الليل وكانت عملية اعتقال جماعي، حيث تم اعتقال النساء والأطفال، وعندها قال مدير امن النجف للسيد محمد رضا الحكيم (متهكما)هل لا زال كلامنا غير ذي جدوى. وفي يوم الاثنين الموافق 16مايس1982 تم الإفراج عن خمسة من أفراد العائلة وهم: آية الله العظمى السيد يوسف الإمام محسن الحكيم وحجة الإسلام والمسلمين السيد محمد رضا الإمام محسن الحكيم وآية الله السيد محمد علي الحكيم، صهر الإمام محسن الحكيم وآية الله السيد محمد تقي الحكيم، العميد الأسبق لكلية الفقه في النجف الأشرف، وعضو المجمع العلمي العراق وعضو مجمع اللغة العربية في مصر، اخو المرحوم آية الله السيد محمد حسين الحكيم والسيد جواد السيد محمود الحكيم، ابن أخ الإمام محسن الحكيم وفي يوم الأربعاء المصادف 18مايس 1983 تم استدعاء السيد محمد حسين الحكيم من زنزانته ليشهد إعدام ستة من أفراد عائله آل الحكيم.
https://telegram.me/buratha