حسن البحراني
التعبير يعجز عن القول "غنائم حرب" والكلمة لا تستطيع ان تؤدي واجبها في الحديث عن ما يجري بحق شعب البحرين واغلبيتها المظلومة هو تطهير طائفي بكل ما في الكلمة من معنى .
الارقام والوثائق والتقارير كلها تتحدث عن ان النظام وبدعم من الميليشيات السلطوية الموالية والمرتزقة ماضين في تطهير "وزارة وزارة " و " مؤسسة مؤسسة" و"دائرة دائرة" و "شركة شركة " بل واكثر وضوحا وعلى نهج القذافي المجرم "زنقة زنقة" من كل من يشكون انه لا يوالي الاسرة الخليفية والنظام الحاكم المستبد .
هذا التطهير الوحشي والخطير يضاهي ما قام به المجرمون في زمن الابارتاي في جنوب افريقيا يشمل كل شيئ من اصغر وظيفة رسمية في البلاد الى رأس الوزير والوزارة وحتى اصحاب سيارات الاجرة لم يسلموا من هذا الفصل الطائفي وقد تم ليس فقط تجريدهم من الرخص بل منعوا حتى من قيادة سياراتهم ‘اما الجامعات فحدث ولا حرج فقد شمل الفصل كل من شارك في ابداء رأيه وليس فقط شارك في المظاهرات فيما الاطباء فانهم اما قيد الاعتقال واما مفصولين عن العمل او تم توقيفهم عن وظيفتهم الانسانية لمدد تتراوح بين 3 اشهر و 6 اشهر وبعدها قد لا يعودوا ابدا الى وظائفهم واعمالهم ‘ فيما المعلمين والمعلمات في سلك التعليم تم فصل المئات منهم والدولة تتفاوض مع الدول الاجنبية لتوظيف اجانب يتم جلبهم من الدول العربية وغيرها لاحلالهم محل البحرينيين .
في البحرين يكفي ان يدعي شخص موالي للنظام بان فلانا هو من المعارضة ولو كذبا او ان فلانا شارك في مسيرات الاحتجاج يكفي لكي يكون مغضوبا عليه فيتم فصله اواعتقاله دون دليل واثبات .
في البحرين فقط تقوم المنتديات المحسوبة على نظام الفصل الخليفي الاستئصالي بنشر اسماء لاناس لا ناقة لهم ولا جمل في الامور السياسية بانهم قد شوهدوا في المسيرات خاصة اذا كانوا طلاب جامعة او معلمين مدارس او من الذين منحوا بعثات دراسية او انهم موظفين في هذه الوزارة او تلك فتتم فورا تصفيتهم واحالتهم الى النيابة العامة او الاعتقال .
في البحرين فقط يكفي ان ينبري الموالون للنظام وخاصة السلفيين والمتطرفين الوهابيين واصحاب الافكار المستمدة من تنظيم القاعدة بنشر دعاية كاذبة او خبر مفبرك عن اشخاص لا يحملون اللون المذهبي الذي يناسب النظام ولانهم فقط يختلفون معهم في الفكر والمذهب يتم استدراجهم للتحقيق او تصفيتهم من وظائفهم او اعتقالهم .
توغل الجيش السعودي المحتل في البحرين ونزول الجيش باسلحته الثقيلة الى الشوارع في العاصمة والمدن وقمعهم للاحتجاجات السلمية بالوحشية التي شاهدها العالم قد اعطى لكل شخص تافه وحقير في البلاد محسوب على النظام الصلاحية المطلقة ليقوم ليس فقط بالوشاية بل المشاركة في حملة التطهير الطائفي والتحريض عليها بحقد وكراهية لم يعرفها حتى نظام الابارتاي القديم في جنوب افريقيا ..
لقد تصور النظام ان سياسة القمع والقتل والتعذيب ونهج التكفير واساليب التحريض على الطائفية والكراهية سوف يمكنه من القضاء على ثورة الشعب واعادة الناس الى حظيرة الطاعة والولاء للحاكم المستبد الفاسد ‘ واستعان في ذلك بسياسة حزب البعث العنصري وعصابات الاجرام في الدول الدكتاتورية الدموية لتصفية معارضيه وتنفيذ مخطط التطهير الطائفي والفصل العنصري بكل وحشية وقسوة لا مثيل لها في تاريخ الحديث لا يمكن لاي مراقب سياسي ان يلمس مثيلا لها في اية دولة من دول العالم و هي "فضيلة" انفرد بها فقط ال خليفة في عالم اليوم والحديث !
ان المتتبع لظاهرة التصفيات والتطهير الطائفي والفصل الوظيفي في البحرين وتوسعها لتشمل بيت بيت وكما قلنا على طريقة مجرم باب العزيزية القذافي "زنقة زنقة" يلاحظ بوضوح الحقد الاعمى والكراهية التي يمارسها النظام ضد اغلبية من الشعب الاعزل ضمن برنامج شمولي يهدف استئصال كل من ليس فقط لا يوالي النظام بل كل شخص يحمل لونا في توجهاته السياسية والفكرية لا يتفق مع هذا النظام ومنهجه الاستئصالي التكفيري .
في البحرين فقط تغيب الكفاءة والمؤهلات العلمية لتحل محلها وثيقة الولاء للصنم حمد بن سلمان ال خليفة ‘ مفردة الولاء التي جاءت بعد الاحتلال السعودي للبحرين مباشرة وعلى لسان المجرم الاخر وهو خليفة بن سلمان ال خليفة الذي هدد كل من لم يثبت ولاءه لهم بعقاب ترجمته عمليات التطهير الواسعة في كل مرافق الدولة والبلاد ولا زال يهدد ابناء الوطن ويزبد في انزال اشد العقاب بكل من شارك في الاحتجاجات السلمية وخطابه لم يتغير في وصف شريحة واسعة والاكبر في البحرين بـ"الغدر" ! حيث قال في تصريح لايختلف في مضمونه عن خطاب الجماعات السلفية والبلطجية والتكفيرية التي تتماهي في شخصه الخبيث بان (( البحرين خرجت من الازمة "اقوى" مؤكدا عدم التسامح مع الايادي الخبيثة التي حاولت الغدر بالوطن)) !! .
هذا الخطاب وحملة التطهير الواسعة التي بدات بعد الاحتلال السعودي وهي مستمرة لهذا اليوم ضد الشعب الاعزل يذكرنا بخطاب المجرم المقبور صدام ويذكرنا ايضا بــ زنقة زنقات السافل القذافي الذي يصف شعبه بمثل هذه الاوصفاف "الخبث والغدر" وحتى "الجراذين والفئران"!!
ومن هنا ايضا فان ما يجري في البحرين وما يقوم به النظام ومن خلفه المرتزقة والموالون له من اعمال التطهير والفصل الوظيفي والاستيلاء على وظائف ابناء الشعب وطردهم منها واقتحام المدن بالدبابات والمصفحات ومداهمة المنازل وضرب الناس فيها وسرقة محتوياتها هو تعبير واضح عن تنفيذ سياسات حربية بحق البلاد والعباد وتحويل البحرين الى "دار حرب" وشعبها الى "غنائم حرب" يتم تقاسمها بين الموالون والمرتزقة وال خليفة وجماعات ارهابية تكفيرية تنظر الى شريحة واسعة من شعب البحرين ككفار ويعاملون على اساس انهم "رقيق" و"عبيد" و"اسرى" ونساءهم جواري ولذلك تم اعتقال اكثر من 100 امرأة وفتاة وابقاء اكثر من 70 منهن في السجون كجواري واماء على طريقة القرون الوسطى ووحوش ترابورا!
حسن البحراني
كاتب بحريني مقيم في السويد
https://telegram.me/buratha