خضير العواد
لقد مرت على الثورة البحرينية ثلاث أشهر ويومين والشعب العربي البحريني بكامل معنوياته وطاقاته التي لا تهدئ ولاتستكن في المطالبة بحقوقه المشروعة , وقد أبدع البحرينيون في تنويع طرق الأحتجاجات وتوقيتاتها ولم يكترثوا بأساليب الجيش البحريني الوحشية والأجرامية وما يدعمها من قوات أحتلال سعودي وأماراتي بل على العكس زادتهم أصراراً وتحدياً , ولم تترك الحكومة طريقاً واحداً في الأجرام إلا وأستعملته فطرقت أبواب الطائفية وزمروا لها مرتزقة الأنظمة من علماء السعودية والبحرين ولكن ثوار الجزيرة المنقطعة إلا من رحمة الله لهم بالمرصاد فأفشلوا كل طرقهم وأثبتوا على سلميت ثورتهم وحقوقهم المشروعة وعدم طائفيتها فصبروا على هذه المطالب حتى أدهشوا العالم بصبرهم وتفانيهم من أجل حقوهم المغتصبة فنالوا تعاطف كل القوى الخيرة في العالم حتى الأعداء لم يستطيعوا أن يهملوا الثورة البحرينية أكثر من هذا , فبدأت الضغوط على الحكومات الكبرى في العالم كأمريكا وبريطانيا من قبل شعوبهم وأيضاً الجاليات العربية والأسلامية المتواجد فيهما فكسروا الحاجز التي وضعته حكومات النفط بالدولارات أمام أعين هذه الحكومات الكبرى ولكن صرخات المتظاهرين في البحرين عكستها الأحتجاجات في هذه البلاد الى الحكومات التي تريد التغافل عنها فأفزعتها بعد أن حملتها المسؤلية بما يجري في البحرين من أنتهاكات لحقوق الأنسان والتميز العنصري بأبشع صوره وهتك المحرمات والتعدي على المقدسات, فتعالت التصريحات الرافضة لأجرام الحكومة البحرينية المدعومة من قوات الأحتلال السعودي من منظمات حقوق الأنسان وصحافة بلا حدود وأطباء بلا حدود وأغلب المنظمات التي تعتني بألحريات الشخصية بألاضافة الى الحكومات الغربية كأمريكا وبريطانيا وباقي أعضاء الأتحاد الأوربي , الجميع يرفض ويستنكر ألأجراءات التعسفية حتى أصبح النظام البحريني في شبه عزلة عالمية وبدأ التنازل والأسترخاء من قبل حكومة البحرين وأما السعوديون فيطبق على سياستهم الخارجية الصمت لأنهم قد تورطوا في ثورة البحرين ولكنهم يريدون خروجاً مشرفاً من ورطتهم هذه كما في تدخلاتهم السابقة وجميعها قد عادوا منها بخفي حنين سوى الخسائر والسمعة السيئة لتعديهم على حقوق الشعوب العربية الأخرى بألأضافة لشعبهم , حتى دول الجوار البحريني بدأت تأخذ مواقف أكثر أعتدالاً من القضية البحرينية وخصوصاً الموقف القطري وهذا ماأثار أنزعاج النظام البحريني مما جعلهم ينددون بالموقف القطري الجديد , أي الثورة البحرينية يوم بعد يوم تكثر شعبيتها وأصداءها الخارجية وبالمقابل تزداد عزلة النظام والعالم يطلع على إجرامه وظلمه . كل هذا يدلل على أقتراب جني الثمار التي زرعها الشعب البحريني المناضل الذي روى هذه الثورة بدماء شعبه الأبي فصبراً قليل ثم تأتي ساعات الحصاد التي ينتظرها البحارنة لمئات السنين فلم يبقى إلا ساعات قليلة ولكن يراد من الشعب البحريني اليقظة والحذر من كل التحركات وتحليلها بشكل متقن حتى لا يقع في سلبيات الثورات العربية الأخرى وتسرق نتاجات الثورة منهم , فمن زرع حصد ومن صبر ظفر فقد زرعتم وصبرتم وعانيتم وضحيتم وبقى أعتناق ساعات النصر وفرحة العمر الأبدية بالوصول الى الحقوق المشروعة .
https://telegram.me/buratha