علي جبار البلداوي
لقد اقضى شهيد المحراب الشهيد السعيد محمد باقر الحكيم (رض)إلى ربه وإلى ما قدم من عمل جرياً وراء القضاء الإلهي في قوله تعالى: {كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرورولا شك أنه عندما يتفكر المرء في الجهود الجليلة والأعمال العظيمة التي حققها شهيد المحراب عندما يفكر المرء في كل ذلك سيجد نفسه حائراً أمام سجل طويل عريض من أعمال السياسة المحنكة والرؤية البعيدة الواضحة والإدارة المتقنة وأعمال الخير والبر والبركة، وسيجد نفسه حتماً ملزم بالاختيار والانتقاءظللت ساعات لم أستطعْ أنْ أخطَّ حرفاً بعد رحيل شهيد المحراب محمد باقر الحكيم إن عظم الفاجعة يجعل الإنسان يلوذ بالصمت عجزاً، ويجعل قلم الكاتب يصعب عليه أن يكتب سطراً حتى يستوعب الفاجعة التي حلت به. وبدءا نسال الله سبحانه وتعالى ان يتغمد شهيد المحراب بواسع رحمته جزاء ما قدم لوطنه وأبناء وطنه ولأمته الاسلاميه ان شهيد المحراب رضليس خسارة على هذا الوطن وأبنائه فقط بل إنَّ فقده خسارة على كل مسلم وعربي، فقد كان هذا القائد العظيم الذي سخّر شبابه وحياته ووقته وفكره لخدمة الدين الاسلامي كان صمام أمان بين أبناء المجتمع يضبط الفتوى ويثق الناس في فتواه حيث كان يبتغي بفتواه وجه الله - لا ينحاز إلى فئة أو دولة أو طائفة أو هوى ، كان رض إذا حضر مؤتمرا كان النجم اللامع الذي يقود دفة سير المناقشات في تلك المؤتمرات بعلم وحكمة وسداد رأي .لقد اهتز العالم الإسلامي بأفراده وشعوبه بإعلان شهادته (رض)وأسكنه في الفردوس الأعلى لاجتماع ثلاثة أسباب في شخصهالأول: كثرة خشيته الله تعالى، والتزامه بتقوى الله وورعه في الفتوى، وتميزه بتحري الصواب، ومطابقة شريعة الله تعالى.الثاني : سعة علمه وإحاطته بمصادر الشريعة ، من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة ، والتزامه في الاعتقاد وتطابق القول مع العمل ، مع قوة الذاكرة والحفظ الثالث: أخلاقه الكريمة : فكان (قدس)ميز بالتواضع من غير حاجة ولا ضعف ، وباللطف وحسن المعاشرة اللطيفة وتودده للناس وطيب نفسه من غير خبث ولا ضغينة ولا أحقاد ، وبكياسة حكمة ، وجرأة في إعلان الحق ، وإصراره على رضاه الله عزوجل ، فأحبه الناس وعظموه ، وتأدب معه الكبار والصغار والملوك والأمراء والحكام ، وهابه الجميع وكان رجلا مهيبا وذكيا وحكيما في المناسبات المحرجة .
https://telegram.me/buratha